خبر ⁄الجريمة

شمال لبنان يغلي.. قتيلان من بشرّي في ظروف غامضة

شمال لبنان يغلي.. قتيلان من بشرّي في ظروف غامضة

توتر وغضب شديدان يسودان بلدة بشري شمال لبنان، بعد مقتل شخصين، أمس السبت.

في التفاصيل، سقط هيثم جميل الهندي طوق (38 عاماً) قتيلاً بظروف غامضة في محيط القرنة السوداء قبل ظهر السبت.

ثم قتل شخص ثانٍ من آل طوق أيضاً بعد الظهر في المنطقة عينها، هو مالك طوق في الخمسينات من عمره، في ظروف بقيت ملتبسة، وفق وسائل إعلام محلية.

فيما أفيد عن حصول توتر محدود بين الجيش وبعض الشبان الغاضبين، خلال قيام الأول بمهامه الميدانية لتقصي تفاصيل حادثة مقتل هيثم، والقبض على المتورطين، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بدرء أي فتنة.

وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، عن تعرض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء ما أدى إلى مقتله، كما قُتل لاحقاً مواطن آخر في المنطقة عينها، لافتاً إلى أنه نفذ انتشاراً في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، وأوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر.

كما أضافت: "لمّا كانت قيادة الجيش قد حذرت في بيان سابق بتاريخ 1/6/2023 المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، تُعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤولية وحفاظاً على سلامتهم ومنعاً لوقوع حوادث مماثلة".

في السياق، وصف الإعلامي والناشط السياسي رياض طوق، الوضع على الأرض بالمتشنج للغاية، لافتاً إلى أن ثمة حالة غضب عارمة في القضاء جراء ما حدث.

وأوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "كل سنة، يتجدد نزاع على الأرض والمياه بين أهالي بشري والضنية، من دون أن يستجيب الجيش لمطلب وضع نقطة عسكرية"، كاشفاً أنه "بعد مقتل هيثم طوق، توجهت مجموعة مسلحة من بشري إلى مكان وقوع الجريمة، حيث كان ينتشر الجيش، وهناك أيضاً قتل مالك طوق، ونحن نطالب ببيان توضيحي من الجيش حول ظروف مقتله".

من جانبها، شددت النائبة عن قضاء بشري، ستريدا جعجع، في بيان، على أن "الجريمة النكراء وقعت في وضح النهار، ولا يمكن أن يكون الحل إلا بإحقاق الحق وسوق المجرمين إلى العدالة"، داعية الأهالي إلى "التحلي بالصبر والهدوء بانتظار انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة".

من جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن "هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم".

كما شدد خلال اتصال مع ستريدا جعجع، على "ضرورة تحلي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار إلى أي ردات فعل، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه".

بدوره، قال رئيس اتحاد بلديات بشري إيلي مخلوف في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "نحن نعمل على تهدئة النفوس إلى حين انتظار التحقيقات، ونحن نؤمن بمسار التحقيقات في القضاء والجيش، وسنصد أي محاولات فتنة ومشاكل مع أهلنا في الضنية".

يذكر أن الخلاف تاريخي بين قضاءي بشري والضنية، حول "ترسيم" الحدود بينهما في منطقة القرنة السوداء، ويتخذ بُعداً طائفياً.

وفي سنة 1998، أصدرت وزارة البيئة قراراً رسمياً، بتوقيع من الوزير أكرم شهيب حينها، يصنف جبل المكمل – القرنة السوداء، من المواقع الطبيعية الخاضعة لحماية وزارة البيئة، ويحظر فيه جميع أنواع الحفر التي تهدف لاستغلال مياه الأمطار والثلوج على ارتفاع أكثر من 2400 متر.

وفي ظل الصراع على كميات المياه في هذه المنطقة المتنازع عليها، يصر كل من أهالي بشري والضنية على ملكيته للأراضي المتنازع عليها في القرنة السوداء، ويؤكد كل طرف حجته استنادًا لوثائقه، من دون أن يُحسم هذا النزاع بعد.

المصــدر

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل