خبر ⁄ثقافي

يحي فضل الله في أمسية شعرية إستثنائية بتقاسيم العود ببيت الشعر

يحي فضل الله في أمسية شعرية إستثنائية بتقاسيم العود ببيت الشعر

الخرطوم – أحمد عوض

إستضاف بيت الشعر بالخرطوم الشاعر والمسرحي والروائي والقاص يحي فضل الله  في أمسية شعرية من أماسيه المفعمة بالروعة والجمال وبمشاركة من الموسيقار محمد العصامي والفنان التشكيلي والعواد عمر خليل بقاعة اتحاد المصارف بالخرطوم شهدها جمهور كبير من المهتمين بحركة الشعر بالسودان و بالشأن الثقافي.

تخللت الأمسية فواصل غنائية متميزة من محمد العصامي وعمر خليل لعدد من أغنيات يحي وايضا لتجارب شعرية/غنائية اخري مجاورة لمشروع الغناء غير التلقليدي الذي قاده مصطفي سيد أحمد وعدد من الفنانيين والشعراء ما بعد الثمانينيات،  مقدمين نماذج لأعمال الشعراء (محجوب شريف وعاطف خيري وخالد عبد الله)

يحي فضل الله ولد فى قرية قباتى شمال المحمية عام 1958 .. رحلت به أسرته الى مدينة كادقلى وعمره لا يتجاوز الثلاثة أشهر حيث ارتبط بها وحتى اكمال تعليمه العالى وكما يقول هو ( نحنا كادقلاب ) ومازالت أسرته تقيم هناك .. انتقل يحى الى أمدرمان للدراسة فالتحق بالمعهد العالى للموسيقى والمسرح ( 79 – 1983 ) قسم التمثيل والاخراج .. يحى فضل الله عضو مؤسس لجماعة السديم المسرحية .. عمل مخرجا بالمسرح القومى ورئيسا لوحدة المسرح التجريبى بأمانة المسرح بأم درمان...........

له إصدارات هي : حكايات و احاديث لم تثمر - عن دار النشر جامعة الخرطوم . تداعيات - الجزء الاول - عن مكتبة الاصدقاء بامدرمان 1995م حكايات و اساطير سودانية - عن المركز السوداني للثقافة و الاعلام بالقاهرة -1988م تحولات ف مملكة الاحلام - رواية - عن دار قاف بالخرطوم 2006م ... مخطوطات تحت الطبع : لماذا تراك عشقت النزبف ؟ ... له مجموعة شعرية : ستمر حسني من هنا - مجموعة شعرية - , اللجوء الي خبايا الذاكرة - مجموعة قصصية :تداعيات - الاعمال الكاملة

ولم يتحدث يحي فضل الله كثيرا بقدر ما قراء الشعر في هذه الأمسية والتي إبتدرها بعدد من القصائد الجديدة والتي قال انها لم تسمع بعد منه قصيديته:

منها قصيدته "العارض والمتعارض" التي يقول فيها:

كفو العارض

المتعارض

بين الفرحه

و شجن النمه

بين الفطره

و عفو الخاطر

و قمره حنينه

عليها نساهر

وحبيبه هناك

لو تتأخر

نمشي نلوما

كفو العارض

المتعارض

بين الطفله

و سمح البسمه

بين ونساتنا

و صفاء ضحكاتنا

في الراكوبه

القهوه

السوق

طرف الشارع

نادي الحله

ضل النيمه

كفو العارض

المتعارض

 

ويقول يحي بين الميلاد في قرية صغيرة في شمال السودان وبين طفولة محتشدة بالمغامرة والتأملات الطفولية وتمردات الصبا والشباب في مدينة مثل كادوقلي، ومثل هذه الحياة جادلت الشعر والشعراء وخصبت عاطفة الحنين، ويرى أن النقلة الكبرى حدثت له في الخرطوم: "انتقلت إلى العاصمة لأعيش في الخرطوم ملتحقا بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح كطالب في قسم المسرح عام 1979، ويقول: "هي هجرة داخلية أخرى تتحكم في مصيري وشخصيتي الإبداعية وكانت الخرطوم وقتها في ألقها وتوهجها الذي استعارته الموضة كفستان يسمى الخرطوم في الليل وآخر يسمى الخرطوم في النهار، كانت الخرطوم بنواديها وباراتها ومراقصها، بسينماتها ومسارحها وندواتها المختلفة المشارب، عشت الخرطوم وعاشتني، كان للخرطوم  ثمارها وغرسها المفيد في تكويني الثقافي والفكري وحتى على المستوى اﻻجتماعي، انتقالي من كادوقلي إلى العاصمة مرحلة فيها اكتشفت أدواتي في التفكير والتأمل والكتابة الشعرية والسردية، وحينما عشت في الخرطوم صرت أرى كادوقلي بوضوح وأصبحت أنبشها من الذاكرة وكان أن تمتع بذلك جمهور التداعيات.

واعترف يحي بأن لكل كاتب مكان ما يصدر منه كاتبنا الروائي الكبير إبرهيم إسحق وقريته وداعة وغيرنا كثر من الكتاب حتي على مستوي العالم على سبيل المثال جيمس جويس و"دبلن" وكادقلي تمثل لي واحدة من المرجعيات،فيما يخضص التجربة الإبداعية وتجربة الكتابة الشعرية والقصصية.

ويتحدث يحي قليلا ويميل اكثر لقراءة الشعر في الامسية فأتحف الحضور بجموعة من قصائده منها قصيدة"النقييض":

للاشجار تاريخ الثمار

وللمسافات طعم الرحيل

و لي....

ولعينيك ان تبقي

وان تذهب

 اختار من بين اللغات

جميعها

تلك التي هربت من الذعر المفاجئ و الحقيقة و الظلال

اختارها

تختارني الاشياء ميتة بفعل دوافعي

و بقتل حسي

وواصل يحي في في قراءاته لمجموعة من اشعاره الجديدة فقراء ايضا قصيدة وسمها ب"كنداكة":

جميلة

الي هذا الحد

حد ان ينصفني الخريف

او يرج ذاكرتي جفاف

متسكعة

في براري النشيد

و مدائن الهتاف

و الهتاف

قري

ميناء

و ارياف

طليقة

منطلقة

او كما تستثني

في البراحات السهول

ويحي كتب الشعر الفصيح والعامي وظل يكتب بالطريقتين وتشكل وعيه الشعري وقاموسه من خلال قراءاته وتاملاته الشعرية والمسرحية فكتب الشعر العامي والذي تغني به دد من الفانايين وتظل تجربته مع الراحل مصطفي سيد أحمد من أفوي التجارب الفنية التي جمعت شاعر بفنان وقراء يحي في الامسية قصيدته "البيت" التي يقول فيها:

طير يا حمام بالبر

جيب لي منو خبر

بيتم الناصية

شباكم الاخضر

في زاوية من ذكري

باضت حمامة البيت

و القمري إترجاك

ياريت

كان قدرت و جيت

آهي النسمة بتوانس

ضل الضحي الناعس

و( ضل الضحي مشوار

الونسه يالسفة الكبيرة

و الكتاتيح و الغبار

الفاقه و العمر الهظار

و الحسرة والزمن

البروح سمبهار

و النيمه وسط الحوش

بتشوفا لوحنيت

ما الحن طبيق الشوق

لو هم او هميت

و الشوق براح وفسيح

جامح صريح و فصيح

لو غبت و إتغابيت

و متباقصه دي الايام

عايشتها و عديت

منكسره هي الاحلام

شتتها و شتيت

وين يا وليف البيت

هاجرت و إتخليت

عن إلفة الحله

عن خاطرة تتفسح

والبهره في المويه

و النيل حبيب الله

لو القمر طل

عتق غناء الشله

 

وتعتبر تجربة الشعر الغنائي لدي يحي تجربة متمايزة فهو بحسب إفادته انه لا يكتب شعرا للغناء ولكن ان رأي شخص او فنان انه يمكن ان يغني هذا الشعر فذلك إضافة وغمتداد لتجربة  وواحدة من قصائده تغنت بها  مجموعة عقد الجلاد الغنائية وقراء يحي " لي وين"

لي وين وكيف لمتين ياضحكه ضاعت وين

ياحزن يامرتاح بين الدموع والعين

تعبت معاك الروح والليل حشد سهرو

 شباك حلم مقفول حرس المسافه يطول للفاتو مارجعو

ياسكه ليبتنا ياعتمه يامشوار

 ياشارع الحله ماضاعت الذكره للغابو والحضرو

ياقمري ياقمرا ياسنسن وحمرا

بسأل عن الأفراح والخاطر المرتاح

 عن دنيا فيها سماح عن الصباح الراح

 لا ضو ولا اسرو

علمنا يامسكين ورينا عايش كيف

دي الريح وغول الزيف

بيشنتنو المطرة

والفكره قولة حق

مكتوفة مكتسرة

والخطوة نحوك كيف والسكه دي خطرة

أطفالنا والامأت.. أمالنا وأحلامنا. الحسه والجايات

طوالي في وكرة

لكن دا كلو يهون

مهما الصباح مرهون

والفرحة محتكرة

والبذره مهما تكون

حتبقي يوم شجرة

 

إرتبط يحي بصداقة عمر مع الشاعر قاسم ابو زيد تزاملا في المعهد الهالي للموسيقي والمسرح ولهما تجارب في المسرح وفي الشعر حتي كتبا نصوصا مشتركة اطلق عليها يحي تراكيب مصطفي سيد احمد في إحدي مقالاته كتب يحي قصيدته "رفقة" واهداها لقاسم ابو زيد و"رفقة" ايضا تغنت بها نانسي عجاج

التقطني يا صديقي

في الدروب الما بتجيبك

ودفئ حضنك بالأغاني

كلما يضهب طريقك

وامسك الجمرة البتبرق

بين رمادك

وبين حريقك

وارفق الدمعة البتعرف

شاسع الحزن البعيقك

ولو فضل في العمر خطوة

وسع الأحلام

واهرب منو ضيقك

لي براح في الشوق يتاوق

في شبابيك غربة حبيبك

ويا أخي سيبك

من متاهات في الخواطر

والمشاوير التشاتر

يا اخي سيبك

هي ضلمة وانت عارف

ضي بريقك

وبرضو عارف

قبل ما تختار طريقك

ابقي واثق من رفيقك

وامسك الجمرة البتبرق

بين رمادك

وبين حريقك

مين رفيقك

غير شجن

واشواق

ولوعة

وختم يحي الأمسية بقصيدته "غيابات الخليل" :

بالأمس كان غناؤنا عذبآ

و كنت تتخذين قافيةً

لها طعم التواصلِ و التبادلِ بين قمحٍ و خصوبة

فلماذا تأخذين الآن شكلاً يرتدي لغة الظهيرة

يقتفي ظل الفجيعةِ

تختفي منه العذوبة

إنها اللغة التي عمقت فينا التداعي

و غلغلت بين العظامِ

تزامن الوجعِ المعبأ بالضياعِ و بالرطوبة

فأخترنا من بين الزحام

خرائط الفرح الملون

بالطبول العازفات مقاطعآ تنمو علي عين الحبيبة

بادرتني هواجسي

فأستعرت من الشوارعِ عظمةً كانت تحدقُ في الحياةِ

و تعتريها الأمنياتْ

و سمعتُ من مدنِ الخرابِ حكاية الآتين منك

يلعقون السمّ

من شفةٍ تدندنُ بالرخيصِ من التباكي التشاكي الأغنياتْ

فيا بنتُ المسافةِ والرجوعْ

و يا بنتُ الخريطةِ و الدموعْ

إذهبي مني تمنِّي

و أمنحي القلب التجلِّي

و غادري اللغة التي ظلت تموتْ

أغرزي فيّ الثباتْ

الله يا وجعآ تمدد في العشيةِ

و الصباحْ

الله يا حلمأ تناثر بين افواهِ الرياحْ

هل يكون الموت نوعآ من تآلف

في غياباتِ الخليلْ ؟

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل