مقال ⁄ثقافي

في ذمة الله ابن الشاعر عوض جبريل

في ذمة الله ابن الشاعر عوض جبريل

كتب:: عادل شرف الدین 

 

عباس عوض جبريل ابن الشاعر الفنان الراحل عوض جبريل أحد أساطين الغناء السوداني الذين نظموا أروع الأغنيات، هذا العباس إنسان مثقف وفنان مبدع في مجال الدراما له الكثير من الأعمال كانت آخرها سلسلة ود “الزلط” مع الكوميدي ربيع طه، بخلاف ذلك فهو باحث في مجال الأغنية السودانية، ويحفظ أغنيات والده التي فاقت” 2000″ أغنية أبرزها كانت من نصيب الفخيم كمال ترباس، وأشهرها (ما تهتموا للأيام ظروف بتعدي)، (بي قليبك تقول لي تعال وتعال)، و(سيبني في عز الجمر) وغيرها من الروائع، وعباس عوض جبريل مرجع للباحثين في مجال الغناء، فهو يعرف أسماء شعراء وملحني الأغنيات القديمة، وسبق أن صحح الإذاعة السودانية التي نسبت مكتبتها أغنية الجابري (شغلني ما انشغل قلبو) للشاعر عبد الرحمن الريح، حيث أكد أنها ضمن أغنيات (الانشغالات) التي كتبها والده للجابري، وعلى رأسها (الشغل بالي أنا بريدو).

 

ولعباس هوايات عديدة، منها شغفه بالمنتديات الثقافية ، وهو حريص على حضور كل منتديات العاصمة ، إلى جانب حرصه على التواصل الإجتماعي مع معارفه، لذلك فهو دائماً أول من يتقدم الحاضرين في مناسبات الأفراح والأتراح، ولكن الهواية الأغرب هي (المشي)، فهو يمشي يومياً أكثر من خمس كيلو دون التقيد بالفصل سواء أكان صيفاً أو خريفاً أو شتاء ، ولذلك طبيعي جداً أن تجده قادماً من منزل أسرته بأمدرمان الثورة الحارة 11 إلى اتحاد الفنانين، ويتخذ في طريقه مركز شباب أمدرمان والإذاعة والمسرح القومي محطات للاستراحة، ثم يعاود المشي مرة أخرى عائداً إلى المنزل (راجلاً ) .

 

هذا الرجل الجميل العفيف يمشي بين الناس بالمحبة وصدق المقصد والتواصل بلا فتر أو كلل وملل، لذلك فهو محبوب للجميع، لبساطته وبشاشته وظرافته التي استمدها من والده الراحل عوض جبريل، قال إنه ذهب ذات مرة برفقة أحد الشعراء لدار (شيخ اللمين) ، فطلب منه (اللمين) الجلوس جواره، وذلك ما لم يعجب الحيران، وجاء كبيرهم وهمس في أذن (اللمين)، فرد عليه الشيخ: “خلوهو جمبي.. عايز أكف بيهو العين”.

 

عباس جبريل يستحق أن نبادله المحبة بمحبة أكبر، لنريحه قليلاً من عناء المشي لمسافات طويلة، فهو يمشي قاصداً التواصل مع الأحبة وجبر خواطرهم ، لذلك فأنه يستحق أن نجبر خاطره..فهل من مجيب..؟

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل