مقال ⁄اجتماعي

وما أدراك ما الخذلان

وما أدراك ما الخذلان

وما أدراك ما الخذلان

 

    كل بشاشة ونضارة ونقاء المشاعر وصدق الأحاسيس وعميق الود تجاه الاهل ورفاق الصبا بل حتى الحنين الى الممشى فى طرقات مرتع الماضي التليد والتسكع نحو سوق امدرمان عبر أزقة الركابية التي لا يدري شعابها الا اهلها وكأن صوت الحادي ينشد : "أساسق في الدريب

 الديمة في حداك

اقول يمكن يصادف

مرة ألقاك

اسالمك ينشرح قلبي

الأصلو حباك "

خواطر وهواجس تنتاب المهاجرين . 

ما دعاني لسياق هذه المقدمة عودتي للبلاد قبل الحرب بسنة كاملة امضيتها في رحاب امدر وربوعها ووداعة اهلها وتميز ابنائها بتشكيلهم سودان مصغر يحوي كل الوان الطيف .  حقيقة ليس من رائا كمن سمع , فقد عدت لتصفية ما آل لي من عقارات وخلافه من ارث , اعتقدت حينها ان ما هي الا اجرائات مكتبية تتم في الأروقة والدواوين العدلية ولا تكلف اي زمن او مجهود .

لكن للأسف اكتشفت ان كل من حملنا لهم مشاعر الود لم يكونوا سوى ضباع  ترتدي سترة حملان وقد سقط عنهم القناع , فجاهروا بالعداء ودفعوا الرشاوي ولقد رأيت كيف تتم المماطلة في الأروقة العدلية .

  حدثت نفسي بأني لم اخسر بقدر ما كسبت , فقد كسبت نفسي واحترامي لذاتي وان ما كنت احمله من مشاعر تجاه المذكورين اعلاه قد تلاشى واصبح بحمد الله هباء منثورا . 

كاتب مقال:

محمد الفاتح الكاشف

 

تورنتو 18 ابريل 2024

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل