دور الأغنية الوطنية الثورية فى إنجاح ثورة ديسمبر .

إستطلاع : جادالكريم أحمد خالد
تصاعدت أصداء الأغانى الوطنية الثورية فى الساحة الفنية السودانية بقديمها وجديدها كتوالى للأجيال جيلا بعد جيل ، وظهر الكثير من الفنانيين الشباب المغنين بالأغانى الثورية التى كان لها أثر كبير فى إنجاح الثورة كدافع معنوى لشباب و كنداكات الثورة و مخفذ لهم فى الساحة الفنية ، حتى أصبحت أغانيهم الثورية مسيطرة و منتشرة أين ما ذهبت تداعب أذنيك ، فى الكافتريات و المقاهى و المواصلات ، و أيضا أصبحت نغمة رنين فى الهواتف المحمولة لدى عدد كبير من شباب وكنداكات الثورة .
قامت صحيفة "سودان إندبندنت الإلكترونية" پإستطلاع عام حول هذا الموضوع :
شحذ همم الثوار :
وقال محمد نزار كرار / ناشط إجتماعى : بالنسبة لتأثير أغانى و إشعارات الثورة فى شحذ همم الثوار حقيقة الموضوع مهم جدا ، وهى ليست أغانى من إبتداع الثورة السودانية ولكنه نمط ثورى موجود فى وقت مبكر جدا ضارب فى عمق التاريخ السودانى ، فهى أدوار لعبها رجال و نساء سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب فى ذاكرة الأمة السودانية ، الشعر الثورى كان ه دور كبير جدا على مدى التاريخ السودانى من زمن ( مهيره بت عبود ) و عدورها فى شحذ همم المقاتلين فى فترة دخول الإنجليز السودان وكذالك ( الحكامات ) المعروفات فى دارفور وكلمة ( حكامة ) تعنى المراة تحكم على قدرة الرجال فى القتال ، لذلك كان الرجال يتفاعلوا مع الحروب ( الدواس ) كما يسمى باللهجة الدارفورية ، فقط لكى يذكر إسمهم بواسطة ( الحكامات ) ، أما الشعر السودانى الحديث موجوده فيه النزعة الثورية بكثره مثال الأكتوبريات للفنانين ( محمد الأمين و محمد وردى ) و هنالك عدد كبير من الفنانين السودانيين عبروا عن الثورات السودانية بأعمال فنية و وطنية امثال ثورات أكتوبر و أبريل أو قبل و بعد الإستقلال ، وله تأثير كبير عند العرب فى وقت مبكر منذ زمن الرسول ( ص ) الشعر لعب دورا كبيرا فى الحماس أثناء الحروب و موجود عالميا ، الفن له دور كبير فى كثير من الأحيان يكون هو المعبر عن شعار الثورات .
أصبح الفن هو أكثر أداة تعبر عن القضايا التى تهم المجتمع مثل القضايا الثورية و الإجتماعية ، و إختتم حديثة : أن الأغنيات الثورية لعبت دورا مهما جدا حيث كانت العامود الفقرى فى تحريك الشعب السودانى لإنجاح الثورة التى نتنسم رياح حريتها الأن بعزة و شموح الأبطال والشهداء الزين رسموا لنا لوحة منحوتة فى تاريخ الأمة السودانية .
مدرسة ثقافية:
وأكد بكرى الحاج / موسيقى :أن للأغنية الثورية دور وطنى فعال فى نجاح ثورة ديسمبر ، حيث كانت محفذ لشباب الثورة ، ولعبت دور مهم جدا كتعبئة الثوار و إثارة روح الحماس فيهم ، وإن كانت هنالك بعض الملاحظات عليها من الناحية الشعرية والموسيقية ففيها خروج من مدرستنا وثقافتنا الفنية ذات الطابع السودانى المستمد من إرثنا الفنى الزى يحمل بصمتنا السودانية ، ولكنها أيضا كان لها القدح المعلى فى وجدانيات الشباب والكنداكات مساهمة فى تحريك الشارع السودانى معلنة نهاية عهد طغاة ودكتاتورية وبداية عهد حرية وسلام و عدالة ينعم بها كل السودانيين .
تخليد لذكرى الشهداء :
في إفادته قال الهادى خميس / شاعر : أثني على شباب ثورة ديسمبر وثباتهم ببسالة على طريقتة الخاصة وبما تجود به قريحة الشعراء وألقى على مسامعى قصدة ثورية من كتاباتة ... وذكر أن الاغانى الوطنية كانت المحفذ و المحرك للشارع السودانى شيبا و شبابا لنجاح الثورة ، حيث قال لزاما على كل كتاب و شعراء السودان أن يكتبوا فى هذه الثورة أعمالا وطنية حره لتصبح مهدا لأرواح الشهداء و تخليدا لذكراهم الطيبة ، و قال إن الأغنية الوطنية شكلت إمتداد جسر لشعب يعشق البطولات و يستهين بروحه فداء لأجل عزة الوطن و صون كرامة و عرض الشعب السودانى و بإغنياته الوطنية يجلجل الأرض لنيل الحرية و حفظ تراب الوطن الغالى ، وكما تغنى أجدادنا بأنبل الأغانى الوطنية الثائرة مثل أغنية ( جدودنا زمان وصونا على الوطن ) ، و إختتم قائلا : لابد أن تكون للأغنية الوطنية دور فعال فى تحريك وجدان الشعب السودانى .
هدف واحد :
عوض الإمام / فنان بدأ قائلا : حقيقة أن ثورة (19ديسمبر ) وحدت كل أهل السودان بجميع أطيافهم و قبائلهم نحو هدف واحد ألا وهو نجاح ثورتهم تحت مظلة الوحدة الوطنية متخذين من ساحة القيادة العامة منبرا لهم و مكان يلم شملهم متمسكين بإعتصامهم مرددين العديد من الأغانى الوطنية الثورية التى تحرك فى دواخلهم الحماس و تزودهم بالروح الوطنية وحب الوطن ، ظلت الأغانى الوطنية مصدر إلهام لشباب الثورة كإمتداد يربط بين الماضى و الحاضر فى إنجاح الثورات التى تعاقبت على على السودان ، وهنالك الكثير من الأغانى الثورية التى ألفها الشباب لثورة ( 19 ديسمبر ) الحالية كانت سبب فى إشعال نيران الثورة حتى أصبحت هذه الأغانى تغنى فى الحفلات الأن ، و أنا تغنيت بأغنية وطنية إسمها ( بلد العزة ) من كلمات الشاعر الهادى خميس ، من الحانى و أدائى ، سجلتها لأذاعة البيت السودانى .
عاش الشعب السودانى معلم الشعوب كريما أبيا ثائرا ضد الظلم و الطغيان .
ثبات للثوار :
دكتور أمير النور / باحث تراثى و موسيقى تحدث قائلا : بداية سوف أتحدث عن دور الأغنية الوطنية الثورية فى إنجاح ثورة ( 19 ديسمبر ) وبحكم زياراتى المتعددة للقيادة العامة مكان الإعتصام حيث شاركت مع الزملاء بعدد من الأغنيات كعازف لألة الأكورديون ونحن مجموعة وبصفتى باحث فى التراث الفنى السودانى ، كنا نغنى بعض الأغنيات الوطنية مثل أغنية الفنان العملاق ( محمد وردى ) ( ياشعبا لهبت ثوريتك ) التى ألفها الاستاذ الشاعر محجوب شريف و العديد من الأغنيات الثورية السودانية القديمة ، و حينها قلت للشباب والكنداكات الثوار أنتم بوجودكم فى مكان الإعتصام هذا قد كررتم نفس المشهد قبل (94) عاما التاريخ بعيد نفسه ، حيث كان طلبة الكلية الحربية تظاهروا ضد المستعمر البريطاني وكان الطلبة أدوا السلام و التحية العسكرية للعازة محمد عبدالله الخندقاوى زوجة البطل على عبداللطيف الزى كان فى السجن ، حيث قادت العازه التظاهرة و والدتها كانت معها تزعرد ، وكانت العازه ترسل الرسائل لزوجها البطل على عبداللطيف فى السجن فى ضفائر شهر إنبتها وبعد إنتهاء الزيارة ترجع الإبنة ومعها الرد على الرساله من أبيها فى ضفاير شعرها أيضا و والدتها تعطى الرد على الرسالة لجمعية اللواء الأبيض فكتبت فيها آنذاك أغنية ( يا أم ضفائر قودى الرسن و أهتفى يحيى الوطن ) كأغنية وطنية محفذه للثورة ضد المستعمر البريطانى ، و أيضا أغنية ( فى الؤاد ترعاه العناية بين ضلوع الوطن العزيز ) ، هذه هى الاغانى الوطنية التى كتبت فى تلك الفترة الثورية ، وكذلك الدور الزى قامت به ( مهيره بت عبود ) التى شجعت أبطال الشايقية لكى ينتصروا على المستعمر البريطانى ، أيضا الكنداكات لعبن دور كبير فى نجاح الثورة حين كن يهتفن بشعارات ملحنة ثورية المضمون .
و إختتم حديثة قائلا : إن الأغنية الوطنية الثورية ساهمت بقدر كبير فى إنجاح الثورة وكان لها القدح المعلى فى ثبات الثوار أمام التحديات لتحقيق النصر .