بتشريف سعادة سفير الأمارات إنطلاق النسخة (5) من ملتقى نقد الشعر السوداني

الخرطوم- سودان إندبندنت
إنطلقت النسخة (5) من ملتقى نقد الشعر السوداني، بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم، وشهدت الجلسة الإفتتاحية حضورا نوعيا من الشعراء والأدباء والكتاب ومحبي الشعر ومتذوقيه، كما شرفها بالحضور سعادة حمد محمد الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالخرطوم، والمستشار عثمان مجدي المستشار بسفارة جمهورية مصر العربية الشقيقة بالخرطوم.
وفي مستهل كلمات الترحيب والتقديم لملتقى النسخة الخامسة لنقد الشعر السوداني إستهل الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر بالخرطوم، مرحَّبا بضيوف الملتقي على اختلاف مقاماتهم، وشكر سفير دولة الإمارات العربية المتحدة على اهتمامه بنشاط بيت الشعر وتشريفه الملتقى، كما رحب بممثل سفارة مصر المستشار عثمان مجدي، وبممثلي الجامعات والشعراء والأدباء والنقاد والمثقفين وأجهزة الإعلام المختلفة.
وسوح بالحضور فى تذكير بما جري في النسخ الأربعة السابقة للملتقى.
وأشار الصديق إلى إن فلسفة الملتقى تقوم على ثلاثة ركائز أساسية تتمثل، في إن إنتاج الشعر في السودان ضخم ومتميز، ولكنه يعاني من نقص الدراسات النقدية الجادة والبحوث المرجعية المكتوبة، والركيزة الثانية أن نقد الشعر في السودان يهمل المناهج النقدية الحديثة، والثالثة ضرورة تكريم من قدَّم للشعر السوداني بحثا ونقدا ساهم به في إبراز هذا الشعر وترسيخه من النقاد السودانيين وغيرهم.
وأضاف مدير بيت الشعر أن كل هذا قد تحقق في الملتقيات السابقة، وهو حاضر في هذه النسخة ايضا بفضل الرعاية الكريمة من سمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والذي هيئا بيوت الشعر في العالم العربي لكي تشتعل منارات سامقة للشعر وترفد هذا النهر العظيم.
وامتدح الصديق جهود اللجنتين العلمية والإدارية في التحضير والإعداد طيلة الثلاث شهور الماضية حتي إنطلاق هذه النسخة.
وثمن الصديق من خلال حديثه دور شخصية الملتقى الدكتور عبده بدوي، ذلك الأستاذ الجامعي الرصين الذي أهدته للسودان مصر الشقيقة وما قدمه للشعر السوداني من درس ونقد وتوثيق، كما أشار لمن تتلمذ على يديه من النقاد والأدباء السودانيين.
ومن جهته قال الدكتور سعد العاقب رئيس اللجنة العلمية إن محاور الملتقى وأسباب اختيارها، والتي تمحورت حول الدراسات النقدية الحديثة للشعر السوداني مشيرا الى بادرة النظر لشعر الأغاني وخاصة غناء الحقيبة والذي هو
أميل لفصيح الشعر، مشيدًا بالجهد المبذول من قبل المشاركين بالأوراق المقدمة في الملتقى.
ومن جانبها شاركت أسرة أسرة الراحل الدكتورعبده بدوي، حضور الملتقى بكلمة مسجلة فيديو قدمها نجله الدكتور محمد عبدو بدوي، حيّا عبرها أسرة بيت الشعر بالخرطوم وحيَّا السودان وأهله قال: "ورثت حب السودان عن أبي".
وأضاف محد عبده بدوي: "أتوجه لكم بأسمى آيات التقدير والمحبة لاختياركم اسم والدي ليكون شخصية الملتقى في دورته الخامسة، عبده بدوي كان عاشقًا للسودان وأهله، وتجلى ذلك في كتاباته المختلفة".
ونقل تحيات أسرته، وامتنانها لبيت الشعر، وقرأ قصيدة والده: "الخرطوم والذكريات" والتي يقول فيها الدكتور الراحل عبدو بدوي:
عُدت للجنة التي أتمنى والنقاء الذي يهزُّ الكونا
كلما طفتُ سبعة لقُدوم وتشبثتُ بالمقـام الأسنى
قلت يارب إن خوفًا عظيما من طواف الوداع يقبل وَهْنا
....
وإذا بي والشمس فوق جبيني في سماء الخرطوم أعزف لحنا
إنني هاهنا عشقت وجودي وعرفت السودان عيشًا وسُكنى
حنَّ قوم إلى الشمال وقالوا ارفعوا هذه الكمائم عنا
وأنا قلت رب مُنَّ بعود ورجوع إلى الجنوب فمنَّا
ومن جانبه قال ضيف شرف الملتقى سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد محمد الجُنيبي، مشيدا ببيت الشعر بالخرطوم معتبرا إنه ثمرة من ثمار الإخوة والعلاقات الثنائية بين السودان والأمارات.
وأعرب الجنيبي: سعادته بتواجده بالملتقى ناقلا تحيات صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة
ووأضاف الجنيبي نحن هنا في هذه القاعة التي تحمل اسم "الشارقة" نسعد بهذه الشراكة بين إمارة الشارقة وجامعة الخرطوم والتي أثمرت هذه القاعة التي ظلت تحتضن النشاط الثقافي والأدبي والاجتماعي والسياسي. كما أبدى السفير تقديره لفكرة تكريم الشخصيات، وتوقف عند كلمة أسرة عبده بدوي وهذا الامتنان المتبادل، وعن قصيدة الراحل التي عبرت عن حال كثيرين ممن عاشوا في السودان، وأثنى السفير في كلمته على الشعب السوداني، وعلى عطاء الإنسان السوداني الذي تجاوز حدود دولته لأمته والعالم أجمع.
بعد ذلك حانت لحظة تكريم شخصية الملتقى، فدعي سفير دولة الإمارات ومدير البيت ونائبته ورئيس اللجنة العلمية لتقديم هدية تذكارية، تسملها نيابة عن أسرة الراحل ممثل سفارة جمهورية مصر، لتكون فقرة خاتمة للجلسة الافتتاحية، والتي حفلت بالكثير من الجمال والمحبة، لتنطلق بعد ذلك الجلسات العلمية لملتقى الخرطوم لنقد الشعر السوداني، والذي حقق ما استشرفه الشاعر عبده بدوي من عودة له للخرطوم، وإن مات.
إن يكـن بيننــا فـراق قريب فأنا بالرجوع والشوق مُضنى
فإذا عدت عدت بستان حب وإذا مت عدت ذكرى وفنَّا
ربما عدت نجمة فوق أفــق ربما عدت زهرة ليس تفنى
أعقب الجلسة الإفتتاحية إنطلاق جلسات الأوراق العلمية للملتقي حيث يناقش مجموعة من الأوراق بلغت (13) بحثًا علميًا في جلسات منفصلة على مدار يومين تتناول خمسة محاورمختلفة منها: دراسات حول شخصية العام، السيميائية والأنساق الثقافية في شعر المجذوب، استقصاءات إبداعية بين الفصحى والعامية، سيميائية الخطاب، سيميائية العنوان، بمشاركة 13 من النقاد والباحثين والأكاديميين المقدمين للأوراق النقدية، إلى جانب خمسة من الباحثين والأكاديميين المتخصيين في الحقل الثقافي لإدارة الجلسات.