عام (2018 ) .. .. عام صعب على المواطن وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية
عام (2018 ) .. .. عام صعب على المواطن وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية
الفاتح عثمان : أخطاء الركابي هي التي قادت للأزمة الاقتصادية في عام 2018
أزمة الخبز والوقود وشح السيولة أبرز الأزمات التي عاشها المواطن في عام 2018
بانوراما اقتصادية : أحمد جباره
#سودان اندبندنت
ربما تكون السنة الأولى منذ عقود عدة يواجه فيها السودان مصاعب اقتصادية كالتي عاشها وعانى منها في عام 2018 ، إذا حمل العام مايمكن وصفه بعام ( الأزمات والنكسات ) التي تجلت فيها طوابير الوقود والوقود ونقص ( السيولة ) ، البعض يرى أن هذه المصاعب عادة ذاكرة السودانين إلى أزمة البلاد في منتصف ثمانيات القرن الماضي ، بيد أن هذه المعاناة تحولت في نهاية العام إلى إحتجاجات شعبية ، تطالب بتحسين الظروف الاقتصادية ، وفي مايلي ( sudan Independent) ترصد أبرز وأهم تلك الأحداث الاقتصادية المهمة التي أثرت على المواطن في عام 2018 ، عبر المساحة التالية .
الركابي .. وبداية الأزمة
بدأت الأزمة الاقتصادية والتدهورالأقتصادي في بدأية يناير ، بعد إعتماد ميزانية غلب عليها الطابع التقشفي ، حيث قضت بتحريك السعر الرسمي للدولار من 6.5 ج إلى 18 جنيه ، وهنا يقول الخبير الأقتصادي الفاتح عثمان ل (sudan Independent) الواضح أن أكبر الاشكاليات في عام 2018 إجازة موازنة الركابي برفع قيمة الدولار الجمركي ليتساوى مع السوق الرسمي والموازي وتصبح قيمة وأحدة ، ويمضي الفاتح بالقول :( ولكن الذي لم ينتبه إليه الركابي هو أن الراكبي ذاته لا يملك إحتياطي من النقد الأجنبي في بنك السودان المركزي ) وزاد ( مع وجود مصيبة لم ينتبه لها هي مسألة سعر الوقود كانت أسعارها ثابتة ) ، ويرى المحلل الاقتصادي ، عندما أنهار أسعار الوقود في العالم أصبح الضغط على الحكومة كبير ووأجهة مشكلة دعم الوقود مع عدم وجود نقد أجنبي أدى بدوره إلى شراء عملة مما أدى إلى أرتفاع اسعار السلع وتخضم بلغ 68 % وتضاف أسعار السلع .
احتجاجات .. تنادي بوقف الغلاء
بعد أن تضاعفت أسعار السلع الاستهلاكية والخبز ، تحرك المئات من المواطنين والمنسوبين للتنظيمات السياسية في احتجاجات ، خلال شهر فبراير ، وامتدت هذه الاحتجاجات إلى نحو أسبوعين ، تندد بما وصل إليه الوضع الاقتصادي من غلاء للأسعار ، تمكنت خلالها الحكومة من أحتواء هذه الاحتجاجات دون خسائر بشرية أو مادية ، وهنا يقول مراقبون إن هذه الاحتجاجات شكلت نقطة تحول كبيرة ، ودفعت الحكومة إلى تعزيز إجراتها الاحترازية دون التفكير بشكل جدي في معالجة المطالب الاقتصادية للمتظاهرين ، مما أدى إلى تفاقم الوضع . بيد أن ذات المراقبون أشارو إلى أن الجهاز الاقتصادي أصر على الاستمرار في إنفاذ حزمة الإجراءت التي حملتها الموازنة العامة ظناً منه أنها ستحدث إستقراراً اقتصادياً ، وعندما حدث التدهور تبنت معالجات بديلة ، لكنها لم تفلح في وقف النزيف الاقتصادي .
معتز موسى .. بدلاُ من بكري
هذا الوضع البائس أرقم المشيرعمرالبشير لخيارات جديدة لمواجهة الازمات الأقتصادية المتلاحقة وأتضر رئيس الجمهورية إلى خيارات جديدة وكانت نتيجتها حل حكومة الوفاق الوطني ، برئاسة بكري حسن صالح في شهر سمبتمر ، قبل أن تكمل عاماً على تعينها ، وتم تشكيل حكومة جديدة برئاسة معتز موسى بعد أن تم تقليص عدد الوزراء على المستوين القومي والولائي ، حينها في ذلك الوقت أرجع المشير البشير هذه الخطوة لدواعي أقتصادية بحتة ، وأوضح رئيس الجمهورية إن الخطوة تهدف إلى معالجة الأوضاع المعيشية التي تمر بها البلاد من خلال ترشيد الإنفاق الحكومي . وفي المقابل قال وزير الاعلام والاتصالات ، بشار جمعة أرورعقب أدائه القسم في ذات الحكومة الجديدة أن أولويات الحكومة هي معاش الناس والتركيز عليه لحل كل المشاكل الاقتصادية ومن خلال ترتيب الأولويات ، واضاف ، كل الاشياء سوف ترتب وفقاً للأولويات لكننا سنركز على معيشة المواطن .
معتز موسى .. ونظرية الصدمة
في 13 سمبتر تسلم رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية معتز موسى مهامه رسمياً ، معلناً جملة من السياسات تتضمن تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي وهيكلي شامل وعاجل ، يستند على مفهوم الصدمة قصيرة الأجل ، لمعالجة الاختلالات في التضخم وسعر الصرف للجنيه ولخلق أرضية صلبة لمعالجة وإستدامة فك الاختناقات الهيكلية والتشوهات التي لحقت بالقطاع الاقتصادي ، تمهيداً لدعم العرض الكلي والانتاج .
بدعة اقتصادية
ضمن السياسات الاقتصادية التي أتخذها معتز وأقرها مجلس الوزراء مايعرف ب (آلية صناع السوق ) وهي جسم مستقل مهمته إعلان سعر صرف الدولار بصورة يومية من مقره باتحاد المصارف ، وتتكون الآلية من 11 عضواً يمثلون خبراء ومديري بنوك وصرافات لاعلاقة لها لهم بالحكومة ، وبحسب معتز موسى أن الهدف من إنشاء هذه الآلية هو القضاء على السوق الموازية في تجارة العمل إلى جانب محاولة جذب النقد الأجنبي للمواطنين وفقاً للأسعار اليومية من آلية تحديد سعر الصرف.
شح السيولة .. وغياب الحل
شهد العام 2018 حالة من إزدحام المواطنين أمام الصرافات بسبب عدم توفر النقود في الصرافات خاصة في المناطق الطرفية ، مقابل وفرته نسبياً في الصرافات الرئيسة بالبنوك ومواقع المؤسسات الكبرى والجامعات ، وكانت قد كشفت ( sudan Independent ) في جوله لها في ذلك الوقت ، كشفت عن إستمرار في مشكلة نقص الاوراق النقدية في الكاونتر ، وكشفت عن تراجع عدد كبير من الصرافات العاملة ، ممادفع البنك المركزي لفرض عقوبات صارمة على عدد من المصارف التي لم تغذي صرافاتها الآلية ، وبلغت الغرامات مبلغاً لايقل عن 40 الف جنيه لكل بنك.
أزمة خبز ووقود معاً
شهد العام 2018 أزمات في الوقود والخبز ، فقد شهدت العام 2018 شحاً في وقود الجازولين مما خلق ذعراً أجبر عشرات المركبات والشاحنات للإصطفاف الطويل بحثاً عن حصصها من الجازولين الذي قلت كمياته ، لكن أستمرت تطميانات الحكومة بفتح باب الاستيراد للجازولين قلل لحد بسيط من صفوف السيارات أمام المحطات . بالاضافة إلى أزمة الوقود كانت هنالك أزمة الخبر ، الذي أدت الازمة بدورها إلى تذمر المواطنين من نقص الخبز ، حتى أصبحو ينتظرون في طوابيرطويلة أمام المخابز ، وعزا أصحاب المخابز شح الخبز في ذلك الوقت إلى عدم استلامهم لحصصهم الكاملة من الطحين ، لذلك أضطرو إلى خفض الإنتاج .
معتز .. يسمع للمواطن
تبنى رئيس الوزراء معتز موسى منهجاً أخر في تطبيق سياساته وتمرير إجراءته ، فابتدر إجراءته بتحسين التعامل مع الاعلام وفتح خط مباشر للجمهور عبر تدشين حسب له على (تويتر) وألحقه بآخر على ( الفيس بوك ) وذلك بغرض سماع هموم المواطن وتحسين معاشه بطريقة مباشرة معه ، كما حض على التعامل مع الصحفين والإعلامين لدى زيارته الميدانية في جوالته الميدانية ، وأكد حينها أن الشعب لايستطيع أن يحضر ليشاهد مانقول ونفعل ولكن هؤلاء ممثلو الشعب وينقلون له مايجري .
أزمة السيولة تتجدد
في شهر نوفبر من العام 2018 تجددت أزمة شح السيولة وكانت أزمة بالغة التعقيد مما أدى إلى وقوف المواطنين وجلوسهم لساعات طوال أمام المصارف بغرض سحب ودائهم ولكن دون جدوى تذكر ، مما أدى إلى سخطهم وتذمرهم من هذ الحالة ، بيد أن البعض منهم هدد بعدم الإيداع في المصارف مرى أخرى ، فيما أمتنعوا أخرون عن وضع أموالهم في هذه المصارف الخاوية ، هذا الوضع بدوره قاد إلى عدم ثقة بين المواطن والبنوك الأمر الذي أعتبره محللون إن هذه الأزمة ستؤدي في نهاية المطاف لحالة الإنهيار التام ، وهذه الازمة ذاتها جعلت مراقبون يدعون إلى ضرورة أن يسرع الجهاز المصرفي في إستعادة الثقة بينه وبين عملائه من خلال إتاحة أموال المودعين ، ويرى المراقبون أن الجهاز المصرفي يحتاج إلى بث رسائل تطمينية وتشجيعية ، وضرورة تعزيز الثقة في التعامل عبر الشيكات المصرفية ، وتفعيل وسائل الدفع المقدم .
تحرير سلعة الذهب
في خوطة مفاجئة في العام 2018 ، أعلن شعبة مصدري الذهب ، قرارا بفك إحتكار صادر الذهب لشركات القطاع الخاص ، وكان قد أجتمع رئيس مصدري شعبة الذهب ووزراء القطاع الاقتصادي ، خلص هذا الاجتماع إلى إصدار قرار بتحرير صادر الذهب ، ووصف المحلل الاقتصادي محمد الناير حينها القرار بالخطوة الجيدة ، وقال الناير في حديث خص به ( sudan Independent) إن هذه الخطوة تسهم في إنشاء بورصة للذهب ، وأعتبر الناير أن تحرير سلعة الذهب تتيح للقطاع الخاص في الدخول إلى النشاطاط التجاري وهو يملك في جعبته أموال حقيقية وبالتالي تصديرها والحصيلة تأتي لمعالجة الأقتصاد في توفير النقد لإستيراد السلع الضرورية ، وأوضح المحلل الاقتصادي أن بنك السودان لايحتاج لطباعة عملة ورقية بكميات كبيرة عندما كان في السابق عند شراء الذهب من مناطق نائية .
احتجاجات بسبب زياد سعر الخبز
شهد العام 2018 في خواتيمه إحتجاجات في عدة ولايات السودان ، قدرعدد المشاركين فيها بالمئات طالبو خلالها بتحسين الأوضاع الأقتصادية ، وبحسب كثيرون أرجعوا هذه الإحتجاجات إلى الضائقة المعيشية وأعتبرو أن هذه المظاهرات نتيجة تلقائية وتعبير شعبي لموقفه فيما يتلعق بزيادة الخبز والبنزين .