بعد شهر قوي... وول ستريت تبدأ يونيو بتراجع حاد

شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً حاداً يوم الاثنين، مع تباطؤ الزخم بعد الصعود القوي خلال مايو (أيار)، والذي كان أفضل أداء شهري لها منذ عام 2023.
وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.1 في المائة في التداولات الصباحية، بينما انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 149 نقطة أو ما يعادل 0.4 في المائة، اعتباراً من الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي. في المقابل، ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.2 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».
وجاء هذا التراجع بالتزامن مع تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أسابيع فقط من توصلهما إلى اتفاق لتجميد العديد من الرسوم الجمركية المتبادلة التي كانت تهدد بدفع الاقتصاد نحو الركود.
وانتقدت الصين الولايات المتحدة يوم الاثنين بسبب خطوات وصفتها بأنها تضر بمصالحها، بما في ذلك إصدار إرشادات رقابية على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي، ووقف بيع برامج تصميم الرقائق الإلكترونية إلى الصين، فضلاً عن التخطيط لإلغاء تأشيرات طلاب صينيين.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان: «هذه الممارسات تنتهك بشكل صارخ التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال محادثات جنيف الشهر الماضي». وجاء هذا التصريح بعد اتهام وجهه الرئيس دونالد ترمب خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال فيه إن الصين لم تفِ بالتزاماتها ضمن الاتفاق الذي جرى بموجبه تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة.
وكانت الآمال في خفض الرسوم الجمركية بفعل اتفاقيات تجارية مرتقبة بين ترمب وعدد من الدول، قد شكلت أحد المحفزات الرئيسية لارتفاع الأسهم الشهر الماضي، ما دفع بمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للاقتراب من أعلى مستوياته على الإطلاق - مرتفعاً بنسبة 3.8 في المائة فقط عن ذروته السابقة، بعد أن كان قد تراجع بنحو 20 في المائة في أبريل (نيسان).
لكن ترمب أعلن يوم الجمعة، خلال خطاب ألقاه أمام عمال صناعة الصلب في ولاية بنسلفانيا، عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50 في المائة لحماية الصناعة المحلية - وهي زيادة كبيرة من شأنها أن ترفع أسعار هذا المعدن المستخدم في قطاعات مثل الإسكان والسيارات وغيرها من الصناعات.
وفي منشور لاحق على منصته «تروث سوشيال»، أكد ترمب فرض الرسوم الجديدة، مضيفاً أن الرسوم على واردات الألومنيوم ستتضاعف أيضاً لتصل إلى 50 في المائة. وأشار إلى أن هذه الزيادات الجمركية ستدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وقد انعكس هذا الإعلان بشكل إيجابي على أسهم شركات صناعة الصلب الأميركية، حيث قفز سهم «نيوكور» بنسبة 12.1 في المائة، وارتفع سهم «ستيل داينامكس» بنسبة 13.4 في المائة.
في المقابل، تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات وغيرها من الشركات المعتمدة بشكل كبير على المعادن، إذ انخفض سهم «فورد» بنسبة 2.7 في المائة، وسهم «جنرال موتورز» بنسبة 2.4 في المائة.
وعلى الصعيد العالمي، تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.6 في المائة بعد تبادل الاتهامات بين بكين وواشنطن. كما أظهر تقرير صدر في عطلة نهاية الأسبوع انكماش نشاط المصانع في الصين خلال مايو، وإن بوتيرة أبطأ من شهر أبريل.
وانخفضت المؤشرات أيضاً في معظم الأسواق الآسيوية والأوروبية، بينما كان مؤشر «نيكي 225» الياباني من بين أكثر المؤشرات تراجعاً، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.3 في المائة.
وفي سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية في ظل استمرار القلق بشأن تراكم الديون الحكومية نتيجة خطط خفض الضرائب وتوسيع العجز المالي.
وصعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.43 في المائة، مقارنة بـ4.41 في المائة في أواخر جلسة الجمعة، وبارتفاع واضح عن مستوى 4.01 في المائة الذي سجل قبل نحو شهرين فقط - وهو ارتفاع كبير بسوق السندات.
ومن شأن هذه الزيادات في العائدات أن ترفع كلفة الاقتراض على الأسر والشركات، كما أنها قد تثني المستثمرين عن دفع أسعار مرتفعة مقابل الأسهم والأصول الأخرى.
aawsat.com