خبر ⁄اقتصادي

محادثات لندن تستأنف لليوم الثاني... ترمب: الصين ليست سهلة

محادثات لندن تستأنف لليوم الثاني... ترمب: الصين ليست سهلة

تستمر المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لليوم الثاني، حيث يسعى الجانبان إلى تخفيف التوترات بشأن شحنات التكنولوجيا والمعادن الأرضية النادرة.

وكان ممثلو البلدين اختتموا يومهم الأول من المفاوضات في لندن بعد أكثر من ست ساعات في لانكستر هاوس، وهو قصر يعود للقرن التاسع عشر بالقرب من قصر باكنغهام. واختتمت المحادثات نحو الساعة الثامنة مساءً بتوقيت لندن. وقال المسؤول إن المستشارين سيجتمعون مجدداً يوم الثلاثاء الساعة العاشرة صباحاً في العاصمة البريطانية، وفق «بلومبرغ».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض يوم الاثنين: «نتعامل بشكل جيد مع الصين. التعامل مع الصين ليس سهلاً. لا أتلقى سوى تقارير جيدة».

الرئيس دونالد ترمب يصل على متن طائرة الرئاسة الأميركية إلى مطار هاغرزتاون الإقليمي في ولاية ماريلان (أ.ب)

يأمل المستثمرون في أن يتمكن العملاقان من تحسين العلاقات بعد صفقة تجارية أولية تمت الموافقة عليها في جنيف الشهر الماضي، التي استتبعت بشكوك جديدة بعد أن اتهمت واشنطن بكين بحظر الصادرات التي تعتبر حاسمة للقطاعات بما في ذلك السيارات، والفضاء، وأشباه الموصلات والدفاع، وفق «رويترز».

تأتي المحادثات في وقت حاسم لكلا الاقتصادين، إذ تُظهر بيانات الجمارك انخفاض صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 34.5 في المائة في مايو (أيار)، وهو أكبر انخفاض منذ فبراير (شباط) 2020، عندما قلب تفشي جائحة كوفيد - 19 التجارة العالمية رأساً على عقب.

في حين أن تأثير الجائحة على التضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة كان ضعيفاً حتى الآن، ولا يزال الدولار تحت ضغط من صنع السياسات الأميركية.

يترأس الوفد الأميركي وزير الخزانة سكوت بيسنت، ويضمّ وزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير. وقد أبرز وجود لوتنيك، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «كانتور فيتزجيرالد»، أهمية دور ضوابط التصدير في هذه المناقشات.

وصرح بيسنت للصحافيين في لندن بأنهم عقدوا «اجتماعاً جيداً»، فيما وصف لوتنيك المناقشات بأنها «مثمرة».

ويترأس الوفد الصيني نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، خه ليفنغ، الذي غادر دون الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام. وكان برفقته وزير التجارة وانغ وينتاو، ونائبه لي تشنغ قانغ، الممثل التجاري للبلاد.

وأصبح وانغ عضواً أساسياً في الوفد المرافق للرئيس شي جينبينغ في رحلاته الخارجية منذ توليه منصبه عام 2020، بينما لي بيروقراطي تجاري مخضرم، وكان سابقاً سفيراً لدى منظمة التجارة العالمية. ويمكن اعتبار وزارة التجارة بمثابة نظير لكل من وزارة التجارة الأميركية ومكتب الممثل التجاري.

بكين جادة ولكن...

قبل ساعات من اليوم الثاني من المحادثات، ذكر حساب «يويوانتانتيان»، وهو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي تابع لتلفزيون الصين المركزي الحكومي، أن بكين جادة بشأن محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه ملتزمة بالمبادئ. ووفقاً للمقال، «لقد أوضحت الصين بالفعل أنه ينبغي على الولايات المتحدة النظر بواقعية إلى التقدم المحرز وإلغاء الإجراءات السلبية ضدها».

وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لرفع القيود المفروضة على بعض صادرات التكنولوجيا مقابل ضمانات بتخفيف الصين القيود المفروضة على شحنات المعادن الأرضية النادرة، التي تُعد بالغة الأهمية لمجموعة واسعة من منتجات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا، بما في ذلك الهواتف الذكية والطائرات المقاتلة وقضبان المفاعلات النووية. وتمثل الصين ما يقرب من 70 في المائة من إنتاج العالم من المعادن الأرضية النادرة.

وعلى وجه التحديد، أفادت مصادر مطلعة بأن إدارة ترمب مستعدة لرفع سلسلة من الإجراءات الأخيرة التي تستهدف برامج تصميم الرقائق، وأجزاء محركات الطائرات، والمواد الكيميائية، والمواد النووية. وقد اتُخذ العديد من هذه الإجراءات في الأسابيع القليلة الماضية مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

سيارة دبلوماسية تدخل إلى مقر لانكستر هاوس حيث تعقد المحادثات الأميركية الصينية (رويترز)

لم يُبدِ ترمب التزاماً برفع قيود التصدير، وقال للصحافيين رداً على سؤال حول إمكانية اتخاذ مثل هذه الخطوة: «سنرى». وقال: «الصين تستغل الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة»، مضيفاً: «نريد فتح الصين».

وقال كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، لشبكة «سي إن بي سي» في وقت سابق من يوم الاثنين: «بعد المصافحة في لندن، سيتم تخفيف أي قيود على الصادرات من الولايات المتحدة، وسيتم إطلاق المعادن النادرة بكميات كبيرة» من الصين.

كانت تعليقات هاسيت من واشنطن أوضح إشارة حتى الآن على استعداد الولايات المتحدة لتقديم مثل هذا التنازل، مع أنه أضاف أن الولايات المتحدة ستمتنع عن تضمين أحدث الرقاقات التي تصنعها شركة «إنفيديا» والمستخدمة في تشغيل الذكاء الاصطناعي.

وقال هاسيت: «لا أتحدث عن منتجات إنفيديا المتطورة للغاية»، مضيفاً أن القيود لن تُرفع عن رقاقات «إنفيديا» H2O المستخدمة في تدريب خدمات الذكاء الاصطناعي، «أنا أتحدث عن ضوابط تصدير محتملة لأشباه الموصلات الأخرى، وهي أيضاً مهمة جداً لهم».

وقلّل رين تشنغ فاي، مؤسس شركة «هواوي تكنولوجيز»، من شأن تأثير قيود التصدير الأميركية على الصين في مقال نُشر على الصفحة الأولى لصحيفة الشعب اليومية يوم الثلاثاء، مُصرّحاً للصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي بأنه لا يشعر بالقلق إزاء جهود واشنطن لقطع تدفق التكنولوجيا الأميركية إلى قطاع الرقائق الصيني. وأضاف أن الشركات المحلية قد تلجأ إلى وسائل مثل تغليف الرقائق أو تكديسها لتحقيق نتائج مماثلة لتلك التي تحققها تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة.

وارتفعت الأسهم الآسيوية صباح الثلاثاء بعد أن أبدى المسؤولون الأميركيون نبرة إيجابية بشأن المحادثات. في الولايات المتحدة، دفع المتداولون الأسهم للارتفاع في اليوم السابق، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2 في المائة عن ذروته في فبراير.

وتهدف الجولة الأولى من المفاوضات، منذ اجتماع وفود الدول قبل شهر، إلى استعادة الثقة في وفاء الجانبين بالتزاماتهما في جنيف. خلال تلك المناقشات، اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية المُرهِقة لمدة 90 يوماً لإتاحة الوقت لمعالجة اختلال التوازن التجاري الذي تُلقي إدارة ترمب باللوم فيه على عدم عدالة المنافسة.

aawsat.com