مؤشر الخوف في وول ستريت يقفز 22

شهدت أسواق المال الأميركية اضطرابات ملحوظة خلال ساعات ما قبل التداول يوم الجمعة بعد التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، حيث دفع تصاعد التوترات الجيوسياسية المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذات الآمنة وتجنب الأصول ذات المخاطر العالية. وأدى هذا المناخ إلى ارتفاع حاد في مؤشر التقلبات الشهير بـ«مؤشر الخوف»، وانخفاض ملحوظ في العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية.
وارتفع مؤشر الخوف «فيكس» (VIX)، الذي يقيس توقعات تقلبات سوق الأسهم الأميركية، بنسبة 22.1 في المائة ليصل إلى 21.99 نقطة صباح الجمعة. ويعد هذا المؤشر من أبرز أدوات قياس مستوى القلق في الأسواق، إذ يعكس ارتفاعه تزايد حالة التوتر وعدم اليقين لدى المستثمرين.
وجاء هذا الارتفاع تزامناً مع شن إسرائيل ضربات جوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، في خطوة وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها تهدف لإحباط تقدم طهران في مشروعها النووي. وقد أثارت هذه التطورات مخاوف الأسواق من احتمالية توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى لأسواق الطاقة والمال العالمية.
وفي هذا الإطار، سجلت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية الرئيسية تراجعات واضحة، حيث انخفضت عقود «داو جونز» بنسبة 1.17 في المائة، ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة مماثلة عند 1.17 في المائة، فيما كان الهبوط أكثر حدة في مؤشر «ناسداك 100» الذي تراجع بنسبة 1.41 في المائة، في ظل حساسية أسهم التكنولوجيا الشديدة لأي تقلبات في شهية المخاطرة العالمية.
وبحلول الساعة 4:32 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، هبطت العقود الآجلة لـ«داو جونز» بمقدار 505 نقاط، و«ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 70.5 نقطة، و«ناسداك 100» بمقدار 309.25 نقطة. كما أشار تراجع بنسبة 1.6 في المائة في عقود «راسل» إلى توقعات بانخفاضات واسعة في أسهم الشركات الأميركية الصغيرة.
وامتدت تداعيات التوترات إلى أسعار النفط التي قفزت بأكثر من 12 في المائة خلال التداولات بفعل المخاوف من تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط، الأمر الذي انعكس سلباً على أسهم شركات الطيران بسبب ارتفاع تكاليف الوقود. فقد سجلت أسهم «دلتا إيرلاينز» انخفاضاً بنسبة 3.9 في المائة، و«يونايتد إيرلاينز» بـ4.8 في المائة، و«ساوث ويست إيرلاينز» بـ2.5 في المائة، و«أميركان إيرلاينز» بـ3.9 في المائة.
في المقابل، تلقت أسهم شركات الطاقة دفعة قوية مع صعود أسهم عملاقي الطاقة «شيفرون» و«إكسون موبيل» بنسبة 3 في المائة في تعاملات ما قبل الافتتاح. كما استفادت شركات الدفاع من التصعيد العسكري، حيث قفزت أسهم «لوكهيد مارتن» بـ4.7 في المائة، و«آر تي إكس كوربوريشن» بـ5.5 في المائة، و«نورثروب غرومان» بـ4.2 في المائة، و«إل 3 هاريس تكنولوجيز» بـ4.3 في المائة.
ورغم هذه التقلبات، لا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً بنسبة 1.8 في المائة فقط عن أعلى مستوياته القياسية التي سجلها هذا العام بعد مكاسب شهرية قوية في مايو (أيار) مدعومة بأرباح الشركات وتخفيف حدة النزاعات التجارية. بينما يتراجع مؤشر «ناسداك» بـ2.8 في المائة عن أعلى إغلاق له المسجل في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي.
ومع استمرار حالة الترقب في الأسواق، يتركز اهتمام المستثمرين حالياً على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وسط توقعات بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، مع استمرار صانعي السياسات في مراقبة تطورات الأوضاع الجيوسياسية وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد والأسواق.
تشير التطورات الأخيرة إلى أن تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران بات يشكل عاملاً رئيسياً في تحديد اتجاهات الأسواق العالمية في المرحلة المقبلة. وفي ظل استمرار حالة الغموض، يتوقع المحللون بقاء معدلات التقلب مرتفعة مع استمرار إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة في مواجهة تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي تهدد الاستقرار المالي العالمي.
aawsat.com