خبر ⁄صحة

الموت افراضيا... تجربة في جامعة مينيسوتا الأميركية

الموت افراضيا... تجربة في جامعة مينيسوتا الأميركية

عندما عرضت عليّ جامعة مينيسوتا تجربة الموت، وافقتُ بطبيعة الحال.

أليس لدينا جميعاً فضولٌ مُريعٌ تجاه «هذا البلد المجهول»، كما قال هاملت، والذي لا يعود منه أي مسافر؟

لكني هذه المرة، ولحسن الحظ، سأعود لأنه سيكون موتاً افتراضياً، بعد تجربة في استوديو واقع افتراضي تابع لمكتبة العلوم الصحية بالجامعة.

طلاب الطب ومعاناة المسنين

تجربة الموت هذه تعد جزءاً من سلسلة محاكاة واقع افتراضي طورتها شركة «إمبوديد لابس» Embodied Labs، وهي شركةٌ عمرها تسع سنوات ومقرها كاليفورنيا. إذ ابتكر الباحثون فيها تجارب غامرة من منظور الشخص الأول حول مسائل مثل: ما تعنيه الإصابة بالخرف، أو مرض ألزهايمر أو باركنسون، أو فقدان البصر أو السمع، أو العزلة الاجتماعية، أو تجربة الشيخوخة... وكيف يكون الموت؟

هذه التجارب لا تبدو ممتعة مثل استخدام الواقع الافتراضي للعب لعبة فيديو أو قيادة طائرة نفاثة. لكن المحاكاة صممت بدلاً من ذلك، كأدوات تدريبية لتعزيز التعاطف والتفهم لدى مقدمي الرعاية لكبار السن.

في جامعة مينيسوتا، استخدم طلاب كلية الطب تجربة «إمبوديد لابس» هذه لفهم وجهة نظر امرأة تُدعى بياتريس، تتعامل مع الإحباطات والارتباك وديناميكيات الأسرة، أثناء تعايشها مع مراحل متقدمة من مرض ألزهايمر. كما شهد طلاب برنامج علوم مشرحة الموتى بالجامعة عمليات المحاكاة، حيث تولوا دور رجل يبلغ من العمر 74 عاماً يُدعى ألفريد، يعاني من الضمور البقعي المرتبط بالعمر وفقدان السمع عالي التردد، يُعاني من صعوبة في سماع وفهم ما يقوله له أقاربه ومقدمو الرعاية.

وقالت جانيت ماكجي، المُدرِّسة في برنامج علوم المشرحة، عن الطلاب الذين يجرِّبون محاكاة دور العجوز ألفريد: «إنهم يشعرون بالإحباط والانزعاج لمعاملتهم (من قبل الآخرين) كأطفال».

وأضافت ماكجي أن النتيجة التي قد يحصل عليها الطلاب هي تحسين مهارات الاستماع التعاطفي لديهم، وهو ما سيكون مفيداً لهم لفهم الأشخاص الذين يعانون من مشكلات إدراكية مرتبطة بالعمر.

رين غاغان يجرب نظام الواقع الافتراض لمحاكاة الموت

تجربتي مع محاكاة الموت

* «مصاب بالسرطان». لستُ متأكداً مما إذا كنتُ سأصبح مُقدِّم رعاية، أو ما إذا كنتُ سأُصاب بمرض ألزهايمر أو الضمور البقعي بنفسي. لكنني أعلم أنني سأموت يوماً ما. ولهذا السبب أردتُ تجربة مختبرات «إيمبوديد» المُخصصة لنهاية الحياة، والمُسمَّاة «مختبر كلاي Clay Lab».

وعليك هنا أن تلعب دور رجل يبلغ من العمر 66 عاماً يُدعى كلاي كراودر، يُحاول التأقلم مع حقيقة تشخيص إصابته بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة.

وتحذِّر مُقدِّمة تجربة الواقع الافتراضي من أن «ردود الفعل العاطفية القوية شائعة»، هنا. وقالت كاري شو، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة شركة إمبوديد لابس: «هذا مشهدٌ مُرهِق. أردنا أن نُصوِّر معنى الموت النشط».

تتضمن التجربة مشهداً تأخذك فيه زوجتك وابنتك إلى موعدٍ مع الطبيب. ويقول طبيب الأورام الخبيثة: «أخشى أن هذا ليس خبراً ساراً. للأسف، لم تكن نتائج الفحص الأخيرة التي أُعيدت جيدة». وكانت ابنتي في حالة إنكار. «ستُعيدون إعطاء العلاجات، أليس كذلك؟».

لكن الطبيب يقول إن استمرار العلاجات سيُسبب ضرراً أكثر من نفعه على الأرجح. وهو يُرشدنا بلطف إلى تقبُّل حقيقة أن الرعاية التلطيفية هي الخيار الأمثل الآن.

* «مينيسوتا ستار تريبيون»

ـ خدمات «تريبيون ميديا»

aawsat.com