مسيرات تستهدف المطار وقاعدة للجيش وفندقا في بورتسودان

سمع دوي انفجارات في مدينة بورتسودان السودانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، حيث أفيد عن قصف مسيرة لخزانات وقود داخل مطار المدينة ما تسبب في انفجار واندلاع حريق.
وقد أخلت السلطات المطار وعلقت جميع الرحلات في ما باشر الدفاع المدني باحتواء النيران الناتجة عن قصف المسيرة.
وقال مصدر في الجيش لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مسيرة أخرى استهدفت القاعدة الرئيسية للجيش في وسط المدينة فيما أفاد شهود بسقوط مسيرة في حرم أحد الفنادق.
وتقع قاعدة الجيش كما الفندق على مقربة من مقر قائد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وقال شاهد من «رويترز» إن طائرة مسيرة استهدفت فندق مارينا في بورتسودان بالقرب من القصر الرئاسي المؤقت، في الوقت الذي تهز فيه الاضطرابات المدينة السودانية وسط الحرب الأهلية.
وخلال الحرب الأهلية الدائرة في السودان، أصبحت بورتسودان موقعا للمطار الرئيسي في البلاد ومقر قيادة الجيش وميناء بحري.
إلغاء كافة الرحلات الجوية
وأدت الضربة بمسيّرة على مطار بورتسودان إلى إلغاء كل الرحلات الجوية المجدولة، وفق ما أفاد مسؤول في المطار. وقال المسؤول في المطار، طالباً عدم كشف هويته، إن «طائرة مسيرة استهدفت الجزء المدني من مطار بورتسودان وتم إلغاء الرحلات المجدولة»، بعد يومين من تعرض القاعدة العسكرية فيه لهجوم بمسيّرات ألقى الجيش اللوم فيه على «قوات الدعم السريع».
وشوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من محيط الميناء البحري الرئيسي للسودان الواقع في بورتسودان التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين.
وأدانت الخارجية المصرية، في بيان صباح الثلاثاء، الاستهداف المكثف لمنشآت وبنى تحتية مدنية في بورتسودان فجر اليوم، مشددةً على خطورة التصعيد الأخير في بورتسودان وتأثيره «شديد السلبية» على جهود وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية للمحتاجين في السودان.
وجددت مصر في البيان رفضها القاطع لأي استهداف للمنشآت المدنية بالمخالفة لأحكام القانون الدولي والإنساني، مشيرة إلى أن هذا الأمر «يضر بمقدرات الدولة والحياة اليومية للمواطنين».
وأدى الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع» إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومن المرجح أن تتفاقم بسبب الهجمات على بورتسودان لأن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، بالإضافة إلى وزارات بالحكومة الموالية للجيش، اتخذت مقرات لها هناك.
وتمثل الهجمات التي بدأت يوم الأحد تصعيدا حادا في القتال، بعدما ظلت المدينة المطلة على البحر الأحمر بمنأى عن الهجمات البرية والجوية حتى هذا الأسبوع.فقد تعرضت قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي الوحيد الذي يعمل في السودان، لهجوم بطائرات مسيرة، وأعقب ذلك استهداف مستودعات وقود في المدينة أمس الاثنين.
وفي الحالتين، اتهمت مصادر عسكرية «قوات الدعم السريع» بالمسؤولية. وجاءت الهجمات بعدما قال مصدر عسكري إن الجيش دمر طائرة ومستودعات أسلحة في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع. ولم تعلن القوة شبه العسكرية مسؤوليتها عن الهجمات.وأثارت هجمات هذا الأسبوع تنديدا من عدة دول عربية فيما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها.
ويشهد السودان حربا منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، والتي اندلعت بسبب خلاف بينهما قبل الانتقال إلى الحكم المدني. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفع نصف السكان إلى براثن الجوع الحاد.
وبعد عامين من نشوب الحرب، نجح الجيش في طرد «قوات الدعم السريع» من معظم أنحاء وسط السودان، وحولت هذه القوات شبه العسكرية أسلوبها من التوغلات البرية إلى شن هجمات بطائرات مسيرة تستهدف محطات الطاقة وغيرها من المرافق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.
ويواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل «قوات الدعم السريع». كما يخوض الجانبان معارك برية للسيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي أماكن أخرى.
aawsat.com