خبر ⁄سياسي

استمرار القصف بالمسيرات.. ومخاوف من آثار اقتصادية وبيئية لحرائق مستودعات بورتسودان

استمرار القصف بالمسيرات.. ومخاوف من آثار اقتصادية وبيئية لحرائق مستودعات بورتسودان

بورتسودان: 7 مايو 2025: راديو دبنقا

جددت الطائرات المسيرة استهدافها لمدينتي بورتسودان وكسلا مساء اليوم الأربعاء للمرة الثانية خلال ساعات حيث جرى استهداف قاعدة فلامنجو البحرية والكلية الجوية في بورتسودان فيما تمكنت المضادات الأرضية من اسقاط أربع مسيرات بينما جرى اسقاط عدد مماثل في كسلا. يأتي الاستهداف بعد مرور ساعات على استهداف مماثل للمدينتين فجر الأربعاء لليوم الرابع على التوالي. وقالت مصادر متطابقة إن المضادات الأرضية تمكنت من اسقاط معظم المسيرات. فيما أبدى خبراء مخاوفهم من آثار اقتصادية وبيئية جراء حرائق مستودعات الوقود.

وقال شهود عيان لراديو دبنقا إن 10 طائرات مسيرة استهدفت مدينة بورتسودان فجر الأربعاء ل فيما أكدت مصادر أنها خلفت حرائق وصفت بالمحدودة بالقرب من قاعدة فلامنجو البحرية.

من جانبهم قال مواطنون في سواكن إن مسيرات استهدفت ميناء عثمان دقنة وخلفت أضرار وصفت بانها محدودة. وفي ذات السياق استؤنف حركة الملاحة الجوية والبحرية في بورتسودان بعد توقف استمرار لساعات بينما أعلنت الأمم المتحدة توقف رحلات المساعدات الإنسانية من وإلى مدينة بورتسودان مؤقتا.

استمرار الحرائق

وتواصلت الحرائق في مستودعات الوقود الاستراتيجية لليوم الثاني مع استمرار ارتفاع أعمدة الدخان. وقالت الصحفية عزة إيرا من بورتسودان لراديو دبنقا إن الحرائق مستمرة بوتيرة أقل ودون أن يتسع نطاقها لتشمل المستودع الخامس. وأوضحت أن سحب الدخان باتت لا ترى من أماكن بعيدة.

وكان الاستهداف الذي جرى بالمسيرات يوم الاثنين أدى لحريق هائل في المستودع الاستراتيجي وامتد إلى المستودعات الفرعية الأربعة، كما شب حريق مماثل في مستودعات الشركات بالقرب من الميناء الجنوبي يوم الثلاثاء بعد استهدافها بمسيرة.

أزمة وقود

ونوهت عزه إيرا إلى أزمة خانقة في الوقود، واصطفاف عدد كبير من المركبات أمام المحطات، مع ارتفاع سعر جالون البنزين إلى 70 ألف في السوق السوداء. وأكدت إن المدينة تشهد ندرة في المواصلات العامة مع ارتفاع أسعار التعرفة.

في ذات السياق، أفاد مواطنون من ولايتي كسلا ونهر النيل راديو دبنقا أن عدد من مدن الولايتين تشهد أزمة حادة في الوقود وصفوف طويلة أمام المحطات.

بالمقابل طمأنت وزارة الطاقة المواطنين باستقرار إمداد المشتقات البترولية ووفرتها بكافة محطات الخدمة البترولية.

أزمة على المدى البعيد

قال المهندس سليمان حامد وكيل وزارة الطاقة الأسبق لراديو دبنقا إن الحرائق الهائلة التي اندلعت في مستودعات الوقود في بورتسودان ستؤثر على توفر المواد البترولية على المدى البعيد، محذرا من آثارها البيئية.

ورجّح أن تكون الآثار على المدى القريب محدودة بسبب تراجع الاستهلاك جراء تعثر الأنشطة الزراعية والصناعية وغيرها منذ اندلاع الحرب.

وأوضح في مقابلة مع راديو دبنقا أن المستودع الاستراتيجي الذي تعرض للحريق هو أحد مستودعين استراتيجيين في بورتسودان وسعتهما 220 ألف طن. وأكد أن البلاد تعتمد بصورة كاملة على هذين المستودعين لتخزين المواد البترولية المستوردة التي تعتمد عليها البلاد بعد توقف مصفاتي الخرطوم والأبيض منذ اندلاع الحرب.

وقال إن تكلفة إنشاء المستودع الذي تعرض للحريق تبلغ 150 مليون دولار مبيناً إن حجم الضرر غير محدد حتى الآن.

وحذر من آثار بيئية يمكن أن تسببها ندرة الوقود تتمثل في قطع الأشجار والغابات.

آثار صحية

كشفت شبكة أطباء السودان عن إصابة 17 شخصا بينهم 9 حالات بالاختناق جراء استهداف الدعم السريع لمستودعات الوقود بمدينة بورتسودان شرقي السودان خلال اليومين السابقين. مشيرة إلى تحويل الحالات إلى مستشفيات مدينة بورتسودان.

وحذرت الشبكة من التبعات الصحية التي ستصيب المواطنين القاطنين بالقرب من مواقع الحرائق المستمرة بالمخزون الاستراتيجي للوقود كما حذرت المواطنين من استنشاق الأبخرة والغازات الناتجة من الحرائق ودعت السلطات الصحية لرفع حالة الطوارئ لمستشفيات مدينة بورتسودان.

أزمات ونزوح

وحول الأوضاع الإنسانية في بورتسودان، قالت الصحفية عزه إيرا إن المدينة تشهد أزمة حادة في مياه الشرب مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع سعر جوز الماء. بجانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية . وارجعت ذلك إلى جشع التجار وضعف الرقابة الحكومية.

ونوهت إلى قلة المركبات في شوارع المدينة بسبب أزمة الوقود بجانب الحرائق المستمرة في المستودعات. مشيرة في الوقت ذاته إلى ازدحام الأسواق بالمواطنين.

من جهتها كشفت مصفوفة تتبع النزوح عن نزوح 120 أسرة من أحياء ترانزيت والشاحنات بسبب الحريق الذي شب في المستودعات فيما أشار مواطنون إلى تعرض منازلهم للنهب.

وقالت شرطة ولاية البحر الأحمر إنها نشرت قواتها وتمكنت من تأمين الاحياء بالقرب من الميناء الجنوبي وضبط عدد من المشتبه بهم، ودون في مواجهتهم بلاغ تحت المادة 77من القانون الجنائي وتم تسليمهم لإقسام حي المطار والقسم الاوسط والخلية الأمنية. من جهتها قالت الصحفية عزه إيرا لراديو دبنقا إن معظم النازحين من ترانزيت عادوا إلى منازلهم بعد اخماد الحرائق في مستودعات الشركات ووصفت السرقات بالمحدودة.

قرارات أمنية

من جهة أخرى أصدرت لجنة أمن ولاية البحر الأحمر قرارات بمنع عمل المقاهي والطبالي ومنع أصحاب المهن المتجولة من العمل في الأسواق والمناطق الاستراتيجية. وقالت في بيان هذه الأماكن تعد من أبرز البؤر التي يمكن أن تشهد تجمعات تضر بالأمن العام. وتعهدت بتطبيق القرارات بشكل صارم. واوضحت ان هذه الإجراءات مؤقتة، وهي جزء من جهود أكبر لاحتواء الوضع الحالي وتعزيز الأمن في البحر الأحمر. وأضافت لجنة الأمن أنها ستقوم بتنفيذ هذه الإجراءات بالتنسيق مع الجهات المعنية، وستستمر في التواصل مع المواطنين لضمان فهمهم للقرارات المتخذة وأسبابها. وأكدت اللجنة على أهمية التعاون بين المواطنين والقوات الأمنية من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وطمأنت لجنة الأمن سكان البحر الأحمر إلى أن هذه القرارات ستكون لصالح تحسين الوضع الأمني وتوفير بيئة آمنة. ودعت الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الجديدة .

منع البث المباشر

أصدرت وزارة الإعلام قرارات بمنع القنوات الفضائية من البث المباشر خارج مكاتبها إلا بإذن من الإعلام  كما افاد مراسلون لعدد من القنوات إنهم تعرضوا لقيود في نقل ما يجري في بورتسودان.

dabangasudan.org