العفو: الإمارات أمدت الدعم السريع بأسلحة صينية متطورة استخدمت ضد مدنيين

الخرطوم، 8 مايو 2025 ــ اتهمت منظمة العفو الدولية، الخميس،الإمارات بتوفير أسلحة صينية متطورة لقوات الدعم السريع تشمل قنابل موجهة استخدمتها ضد المدنيين.
وقطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات وأعلنها دولة عدوان، بعد شن الدعم السريع هجمات على محطات الكهرباء ومستودعات الوقود ومطار بورتسودان وأهداف أخرى بطائرات مسيّرة.
وقالت منظمة العفو، في تقرير حديث اطلعت عليه “سودان تربيون”، إنها “رصدت أسلحة صينية متطورة أعادت الإمارات تصديرها، ضُبطت في الخرطوم، كما استُخدمت في دارفور في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة القائم المفروض من الأمم المتحدة”.
وأفادت بأنها حدّدت قنابل صينية موجهة طراز GB50A ومدافع هاوتزر عيار 155 ملليمترًا طراز AH-4، صنعتها مجموعة “نورينكو” المعروفة أيضًا باسم شركة صين شمال الصناعات المحدودة، وهي شركة دفاع مملوكة للدولة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يُوثّق فيها استخدام قنابل GB50A في نزاع فعلي على مستوى العالم.
والأربعاء، قال الاتحاد الأوروبي إن سلسلة الهجمات التي شنّتها قوات الدعم السريع على مدينة بورتسودان والتي شملت قواعد عسكرية وأهدافًا مدنية منها مطار المدينة ومستودعات الوقود ومحطة الكهرباء، نُفّذت بدعم خارجي.
أسلحة صينية لقتل المدنيين
وقالت منظمة العفو إن قوات الدعم السريع شنّت في 9 مارس السابق، هجومًا بطائرة مسيّرة قرب المالحة في ولاية شمال دارفور، أدّى لمقتل 13 شخصًا وإصابة آخرين وفقًا لوسائل إعلام محلية ومنظمة سودانية لحقوق الإنسان.
وأوضحت أنها تحدّثت مع أربعة أفراد من عائلات شهود الغارة، دون التمكن من الوصول إلى الشهود الذين كانوا قادة مجتمعيين استهدفتهم وقتلتهم قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على المالحة، دون أن يتسنّى لها تأكيد هذه المعلومات.
وأضافت: “من خلال تحليل الأدلة الرقمية لبقايا القنبلة المستخدمة في الغارة، تمكّنت المنظمة من تحديد الشظايا على أنها تنتمي إلى قنبلة جوية موجهة طراز Norinco GB50A، فيما تشير العلامات على الشظايا إلى أن القنبلة صُنعت في عام 2024”.
وذكرت أن هذه القنابل يمكن إسقاطها من طائرات مسيّرة صينية متنوعة، بما في ذلك Wing Loong II وFeiHong-95، اللتان تستخدمهما قوات الدعم السريع وحصلت عليهما من الإمارات.
وتابعت: “تظهر شظايا القنابل في الصور زعانف وحوامل مميزة في القسم الذّيلي ساهمت في تحديد هذا السلاح غير الموثّق سابقًا. كما تتطابق العلامات المحفوظة جيدًا مع الصور المرجعية لـ GB50A، بما في ذلك الخط واللون ونمط الكتابة بالرش”.
مطالب أمام الجميع
وبث جنود الجيش مقطع فيديو تُظهر سيطرة القوات المسلحة على أسلحة تركتها قوات الدعم السريع، بعد استعادة الخرطوم في أواخر مارس السابق.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها حدّدت، في الفيديو، مدفع هاوتزر من طراز Norinco AH-4 عيار 155 ملليمترًا، حيث تُعد الإمارات الدولة الوحيدة في العالم التي استوردت مدافع هاوتزر من طراز AH-4 من الصين، وذلك في 2019.
وبيّنت المنظمة أن الأدلة الجديدة تشير إلى أن الإمارات تواصل تقديم الدعم لقوات الدعم السريع، عقب نتائج مشابهة توصّل إليها فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن السودان وتقارير أخرى.
وأكدت على أن مجموعة “نورينكو” تتحمّل مسؤولية احترام حقوق الإنسان في جميع عملياتها العالمية، كما طالبتها بمراجعة جميع صادراتها إلى الإمارات سواء كانت سابقة أو حالية أو مستقبلية، على أن يشمل ذلك التوقف عن تصدير الأسلحة إلى أبو ظبي حال استمرارها في تحويل الأسلحة إلى السودان.
وأشارت إلى أنها أرسلت رسائل إلى مجموعة “نورينكو” بشأن نتائج التحقيق في 18 أبريل 2025، دون أن تتلقى ردًا.
وطالبت منظمة العفو الدولية الصين باتخاذ تدابير فورية لمنع تحويل الأسلحة إلى السودان.
وشدّدت على أن استمرار توريد الأسلحة إلى الإمارات، التي تملك سجلًا طويلًا في إمداد السلاح إلى نزاعات تُرتكب فيها جرائم حرب وانتهاكات بشكل منتظم، يعني مخاطرة بكين بتوريد الأسلحة للنزاع بشكل غير مباشر.
ونادت منظمة العفو الدولية بتوقف الدول عن تحويل الأسلحة إلى الإمارات إلى حين تلقي ضمانات بعدم إعادة تصديرها إلى السودان.
ودعت إلى إجراء تحقيق شامل في جميع انتهاكات الإمارات السابقة لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحاسبة المرتكبين.
تقاعس عالمي
وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الدعم السريع ارتكبت عنفًا جنسيًا واسع النطاق، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاسترقاق الجنسي ضد النساء والفتيات، مما يرتقي إلى جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية.
وعلّق رئيس وحدة بحث الأزمات في منظمة العفو الدولية، برايان كاستنر، على التحقيق الجديد، قائلًا: “هذا دليل قاطع على استخدام قنابل موجهة ومدافع هاوتزر متطورة الصنع صينية المنشأ في السودان”.
وأضاف: “إن وجود قنابل صينية الصنع حديثة التصنيع في شمال دارفور يُمثّل انتهاكًا صريحًا لحظر التسليح من قبل الإمارات العربية المتحدة”.
وأوضح أن توثيق منظمة العفو الدولية لوجود مدافع هاوتزر طراز AH-4 في الخرطوم يعزّز مجموعة متزايدة من الأدلة التي تُظهر دعمًا إماراتيًا واسع النطاق لقوات الدعم السريع، في انتهاك للقانون الدولي.
وتابع: “من المخجل أن مجلس الأمن الدولي يتقاعس عن تنفيذ حظر التسليح القائم على دارفور، ولا يستجيب للدعوات إلى توسيع نطاقه ليشمل السودان بأكمله. يقع المدنيون ضحايا للقتل والإصابة بسبب التقاعس العالمي، بينما تواصل الإمارات استهانتها بالحظر”.
sudantribune.net