السودان: توقف الدراسة تسبب في تزايد الزواج القسري وتسرب ملايين التلاميذ

بورتسودان، 10 مايو 2025 ــ شكت معلمات سودانيات من تأثير توقف الدراسة بعد اندلاع النزاع القائم، في زيادة حالات الزواج القسري والتجنيد الإجباري مع تسرب ملايين الأطفال.
واضطرت بعض الأسر إلى تزويج فتيات دون سن البلوغ، لمخاوف من تعرضهن للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، حيث زُفّت القاصرات إلى الجنود بغرض حمايتهن، بعضها جرت تحت الإكراه أو تحت تهديد السلاح.
ونظمت حملة “نساء ضد الظلم”، أمس الجمعة، ندوة اسفيرية بعنوان: “المجد للساتك” خصصت لأثر الحرب على العملية التعليمية في السودان.
وقالت المعلمة خالدة صابر، في الندوة، إن الانقطاع الطويل عن التعليم تسبب في تجنيد الطلاب الأكبر عمرًا من طرفي النزاع، بينما تعرضت الطالبات للزواج القسري لحمايتهن من المقاتلين.
وطالبت بضرورة استئناف العملية التعليمية من أجل الحفاظ على حياة الطلاب وتجنيبهم مخاطر التجنيد الإجباري والزواج القسري.
وأفادت خالدة صابر بتعرض قرابة ألف مدرسة للدمار أو تحويلها إلى دور إيواء للنازحين أو إلى مقار عسكرية، مما أثّر مباشرة في انقطاع الطلاب بمناطق النزاعات عن الدراسة، بينما نزح الآخرون مع أسرهم إلى الولايات أو اللجوء بدول الجوار.
هجر المهنة
وذكرت أن الحرب أدت إلى تسرب حوالي 17 مليون تلميذ، فيما اضطر أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة إلى الفرار من ديارهم، حيث أصبح بعضهم نازحين والبعض لاجئين في دول الجوار.
وأشارت إلى أن عددًا كبيرًا من المعلمين ترك المهنة، إذ اتجهوا إلى امتهان بعض المهن الهامشية، داعية إلى معالجة مشكلة توقف الرواتب، خاصة وأن أكثر من 250 ألف معلم ومعلمة لم يصرفوا رواتبهم رغم استمرار صرف المرتبات في الشمالية والبحر الأحمر.
وأدى النزاع إلى ارتفاع نسبة البطالة في البلاد، بعد أن دمر القاعدة الصناعية والأنشطة التجارية والأعمال الزراعية.
واعترفت خالدة صابر بوجود مشكلات أساسية تواجه الطلاب في أوغندا، منها اللغة بالنسبة للطلاب الأكبر سناً، حيث يتم إرجاع الطالب إلى عدة فصول، مما يؤثر على حالته النفسية، خاصة عندما يدرس مع طلاب أصغر.
مخاوف مشروعة
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر خلال مخاطبته الندوة إن المشكلة الأساسية في تأثير الحرب على العملية التعليمية تتمثل في عقد امتحانات الشهادة السودانية بمناطق محددة.
وأشار إلى أن ذلك عمّق الانقسام في المجتمع السوداني، كما حاول الطرف الآخر ــ أي قوات الدعم السريع ــ إفشالها بمنع الطلاب من الذهاب إلى المدن التي تعقد فيها الامتحانات.
وطالب بضرورة وجود جهات دولية للتواصل بين طرفي النزاع في الامتحانات القادمة لعام 2024 ومنع الاعتداء على المدارس باعتبارها جريمة حرب لتجنب الأخطاء التي صاحبت نتيجة الشهادة لعام 2023.
ودعا سامي الباقر إلى وضع رؤية تعليمية بمشاركة كل الجهات تستند إلى تجارب الدول التي اندلعت فيها حروب سابقة.
وطالبت جميع المشاركات في الندوة الحكومة السودانية بضرورة تلقي المعلمين رواتبهم من أجل استمرار العملية التعليمية، وحذرن من خطورة تجنيد الطلاب على مستقبل السودان حيث يبشر بتكوين ميليشيات جديدة.
ودعَون وزارة التربية والتعليم إلى الاهتمام بالطلاب ذوي الإعاقة بتوفير المكان المناسب وسبل الوصول للتكنولوجيا، خاصة الصم والمكفوفين، وتعزيز الشراكات بين الحكومة والمنظمات لدعم التعليم الدامج لطلاب ذوي الإعاقة.
sudantribune.net