خبر ⁄سياسي

الذهب نهب والتماثيل اختفت دمار ممنهج يضرب تراث السودان

الذهب نهب والتماثيل اختفت دمار ممنهج يضرب تراث السودان

 الخرطوم، 14 مايو 2025- كشفت جولة لـ “سودان تربيون” داخل المتحف القومي بمنطقة المقرن بالخرطوم عن عمليات سرقة طالت التماثيل الصغيرة ومخزن المصوغات الأثرية الذهبية وبعض القطع الفخارية.

وبدأت لجنة خاصة بتقييم المخاطر وحصر الضرر أعمالها وسط ظروف معيشية قاسية.

وقالت رئيسة اللجنة، رحاب خضر، في تصريحات لـ “سودان تربيون”، إن عمليات السرقة تمت على مراحل؛ حيث سطا عناصر الدعم السريع على مخزن الآثار الذهبية بالكامل، مضيفة: “طبعًا هم يبحثون عن الذهب كما جرى في المنازل والبنوك”.

وأشارت إلى أن السرقات في المرحلة الأولى غلب عليها الطابع العشوائي أكثر من معرفة قيمة القطع، قبل أن تأتي مرحلة سرقة التماثيل الصغيرة، وأضافت: “هذه من الواضح جدًا أنها تمت بمعرفة، لأنها ذات قيمة وفي نفس الوقت سهلة الحمل والتهريب، حيث يمكن حملها في اليد”.

وارتكزت قوات الدعم السريع في المتحف القومي منذ الأيام الأولى في الحرب، وحوّلت بعض مبانيه إلى معتقلات ومساكن أسرية، وفق ما كشفته جولة “سودان تربيون”، عطفًا على تخريب واسع طال جميع أقسامه، وعلى نحو خاص قسم الترميم ومعهد دراسة العظام الأثرية الذي تم تأسيسه عام 2019 بمنحة أوروبية.

لم تسلم اياً من الآثار في المتحف القومي -سودان تربيون

وتقول رحاب إن عمليات الحصر لم تكتمل بعد، مشيرة إلى أنه من السابق لأوانه الإدلاء بأي معلومات حول حجم الآثار المنهوبة وعددها وتصنيفات حقبها التاريخية، مؤكدة أن اللجنة الآن تعكف على إنجاز هذا العمل.

وأفاد عضو اللجنة، متوكل آدم عدار، أن المتحف كان يخضع لعمليات صيانة وإعادة تأهيل لصالات العرض، وتم نقل جميع القطع إلى المخازن قبل الحرب بنحو سبعة أشهر، مشيرًا إلى أن السرقات تمت من داخل المخازن.

واستطاعت اللجنة إجراء بعض عمليات النقل والترتيب وإنقاذ بعض القطع التي تناثرت على الأرض وطالها تلف جزئي، مثل الأواني وحلي الزينة المصنعة من مواد مختلفة.

وأكملت اللجنة أعمالها في متحف الخليفة بأم درمان، حيث تعرض لسرقة جزئية، بحسب متوكل. وتشمل أعمال اللجنة الثلاثة متاحف الرئيسية بالعاصمة الخرطوم: المتحف القومي بمنطقة المقرن، متحف الخليفة بأم درمان، ومتحف التاريخ الطبيعي في شارع الجامعة وسط الخرطوم.

وأتلفت النيران 20 حاوية تتبع لبعثات أجنبية، وتحتوي على قطع تم اكتشافها مؤخرًا ولا تزال قيد الدراسة.

وتقول رئيسة لجنة تقييم المخاطر وحصر الضرر: “بكل أسف، هذه القطع التي كانت قيد الدراسة لن تُعوّض”.

وتتابع: “هذا تاريخ مهم فقدناه”.

تمثال تهراقا الوحيد الذي بقي في المتحف لثقل وزنه- سودان تربيون

وتشير “سودان تربيون” الى أن تمثال  الملك”تهراقا” هو الوحيد الذي بقى في المتحف دون أن تمسه ايدي الدعم السريع بالتخريب أو التحريك،ربما لتميزه بالضخامة وثقل الوزن الذي يصل لحوالي7 أطنان.

ففي منتصف يناير من العام 2023 تم نقل تمثال الملك ترهاقا من مكانه عند مدخل المتحف ليستقر على بلاط ملكي داخل المتحف على بعد 20 مترا عن الموقع القديم، ضمن خطة تطوير نفذتها وقتها الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية بمشاركة «اليونسكو» وعدد من الوكالات الدولية وشركات القطاع الخاص وبمنحة ايطالية بلغت مليون دولار.

وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، ويضم مقتنيات وقطعًا تؤرخ لجميع فترات الحضارة السودانية، بدءًا من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية، مرورًا بالآثار النوبية والمسيحية.

وقبل أشهر، ألقت المباحث الجنائية في ولاية نهر النيل شمال السودان القبض على مجموعة مكوّنة من عشرة أشخاص أجانب كانوا في طريقهم لتهريب قطع أثرية نادرة سرقت من المتحف القومي.

وأعلنت المباحث حينها عن ضبط قطع أثرية أخرى مسروقة من متحف نيالا بجنوب دارفور، حيث تم إخفاء القطع الأثرية لفترة في أحد المصانع بمدينة عطبرة، وبعضها تم إخفاؤه في أحد المنازل.

وشملت الآثار المضبوطة تمثالين أثريين نادرين مزخرفين بنقوش قديمة، وسبعة أباريق نحاسية تاريخية، بالإضافة إلى خنجر ومدق أثريين يعودان لعصور قديمة.

sudantribune.net