إيران: نرفض لغة التهديد والطرف المقابل غير قادر على فرض إرادته عسكريا

أكدت إيران أنها ستتفاوض من موقع قوة ولن تتنازل عن مبادئها، وسط تضارب للأنباء بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قدمت اقتراحا مكتوبا للإيرانيين بشأن الاتفاق النووي.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن إيران ستُفاوض بقوة وعزة، ولن تنحني، مؤكدا -خلال لقائه نشطاء سياسيين واجتماعيين في كرمانشاه، غربي إيران- على ضرورة التفاوض والسلام، لكن مع رفض لغة التهديد.
وأكد أنه يؤمن بوجوب التفاوض والسلام "لكن ليس بالشكل الذي يُصوَّب فيه السلاح نحو رؤوسنا ويقومون بتهديدنا لدفعنا للاستسلام والقبول بأي شيء يريدونه".
وأضاف "لن نتنازل عن مبادئنا ولا قيمنا وعزتنا وكرامة وطننا، وإذا لم يرغبوا بالسلام فإننا نستطيع عبر وحدتنا الداخلية التغلب على المشكلات".
مقترح أميركي مكتوب
في الطرف المقابل، نقل موقع وكالة أكسيوس عن مسؤول أميركي ومصادر مطلعة أخرى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قدمت لإيران مقترحا مكتوبا بشأن اتفاق نووي خلال جولة التفاوض الأخيرة.
وأضاف المسؤول الأميركي أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نقل المقترح للتشاور مع القيادة الإيرانية.
وبحسب أكسيوس، فإن هذه هي المرة الأولى منذ بدء المحادثات النووية في أوائل أبريل/نيسان الماضي التي يقدّم فيها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف اقتراحًا مكتوبًا للإيرانيين؛ وقد عاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى طهران، حاملا معه المقترح للتشاور مع المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين.
إعلانونقل "أكسيوس" عن مصدر مسؤول أنّ الاقتراح الأميركي جاء استجابة لورقة أفكار إيرانية، قدمها عراقجي إلى ويتكوف خلال الجولة الماضية.
وقال إنّ ويتكوف درس ورقة الأفكار الإيرانية، وأرسل إلى عراقجي قائمة أسئلة واستيضاحات قبل إعداد مقترح.
نفي إيراني
بيد أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن الوفد الإيراني لم يتلق أي مقترح مكتوب من المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، مشيرا إلى أنهم يسمعون مواقف متناقضة باستمرار من المسؤولين الأميركيين.
وأكد عراقجي استعداد بلاده لتبديد مخاوف الطرف المقابل عبر اتخاذ خطوات لبناء الثقة مقابل رفع العقوبات.
وأضاف: يمكن أن نقوم ببناء الثقة والشفافية بشأن برنامجنا النووي لكن لن نتنازل عن مبدأ التخصيب.
تقدم في المفاوضات
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الأميركي أن هناك تقدما في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وأنها وافقت إلى حد بعيد على بنود اتفاق، دون مزيد من التفاصيل.
وقال ترامب -خلال لقائه رجال أعمال قطريين وأميركيين في العاصمة القطرية الدوحة- إنه يريد للمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أن تنجح، وأعرب عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق.
وأضاف أن على طهران أن "تشكر جزيل الشكر" أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي ضغط على الرئيس الأميركي لتفادي أي عمل عسكري ضد جارته.
وبدأت واشنطن وطهران في أبريل/نيسان مباحثات تهدف للتوصل الى اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي، بعدما لوّح ترامب باحتمال اللجوء الى الخيار العسكري إن فشل التفاوض.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018. وفي مارس/آذار الماضي، بعث ترامب برسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تتضمن دعوة لاستئناف المفاوضات النووية، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.
إعلانبدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 3 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما. وأعلنت كل من واشنطن وطهران عن تقدم ملموس في هذه المحادثات.
ومحادثات الجولة الرابعة التي عقدت، الأحد، في مسقط هي رابع اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وتطالب إيران برفع العقوبات المفروضة عليها مقابل تقديم ضمانات بأن برنامجها النووي لن يُستخدم لإنتاج قنبلة ذرية.
aljazeera.net