حرائق بورتسودان ومصفاة الجيلي تكشف جاهزية استثنائية لقوات الدفاع المدني

بورتسودان – نبض السودان
أكد الفريق شرطة د. عثمان عطا مصطفى، مدير قوات الدفاع المدني، أن قواته ظلت تواصل أداءها المهني والوطني باقتدار، منذ اندلاع معركة الكرامة، إلى جانب القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى، دون أن تغادر مواقعها الاستراتيجية، وعلى رأسها القيادة العامة ومنطقة كرري العسكرية، في مشهد يعكس تماسك الجبهة الداخلية والتنسيق الميداني بين الأجهزة الأمنية.
الدفاع المدني في قلب المعركة
وأوضح الفريق عطا، خلال كلمته في حفل تكريم نظمه مناديب ومرحلو المواد البترولية، أن قوات الدفاع المدني اضطلعت بدور محوري في عمليات إسعاف المصابين وإجلاء المدنيين عبر النهر، مضيفًا أن هذه المهام نُفذت وسط ظروف أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، ما يؤكد جاهزية القوات وخبرتها في إدارة الأزمات.
ملحمة بطولية في ميناء بورتسودان ومصفاة الجيلي
واستعرض عطا ملحمة بطولية سجلتها قواته خلال تصديها لحرائق ضخمة اندلعت بميناء بورتسودان الاستراتيجي، عقب استهدافه من قبل مسيّرات تتبع لما وصفه بـ”المليشيا الإرهابية”، إضافة إلى التعامل الفوري مع حريق خطير شب بمحطة الوقود الاستراتيجية.
كما أشاد بعملية إخماد الحرائق التي اندلعت في مصفاة الجيلي، واصفًا إياها بأنها واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا، حيث استغرقت 72 ساعة فقط، وتم تنفيذها بأيدٍ سودانية خالصة، دون الحاجة لأي دعم خارجي، في إنجاز يُحسب للكوادر الوطنية.
خطط استباقية لحماية المنشآت الاستراتيجية
وفي سياق متصل، كشف مدير الدفاع المدني عن وضع خطط محكمة وعمليات استجابة فورية لمواجهة أي محاولات استهداف لمحطات الكهرباء والمرافق الخدمية والاستراتيجية، مؤكدًا أن القوات باتت تملك من الخبرة ما يجعلها مستعدة للتعامل مع أخطر السيناريوهات المحتملة.
تدريب نوعي في الخارج وسط الحرب
ولفت عطا إلى أن إدارته تمكنت، خلال فترة الحرب، من ابتعاث 90 ضابطًا للمشاركة في دورات تدريبية نوعية بالخارج، بالتعاون مع شركاء دوليين، وبدون أي تكلفة على الدولة. وأكد أن هذه الدورات أضافت خبرات عالية وقدرات جديدة لمواجهة كافة أنواع الكوارث الطبيعية والبشرية، بما يعزز منظومة الدفاع المدني في البلاد.
تكريم مستحق ودعم متواصل
حفل التكريم الذي نُظم تحت إشراف مناديب ومرحلي المواد البترولية، جاء بمثابة تقدير رمزي للجهود الاستثنائية التي تبذلها قوات الدفاع المدني، لا سيما في ظل استمرار الحرب وتعقيد الظروف الميدانية.
وأشاد المشاركون في الحفل بجهود القوات، داعين إلى ضرورة تقديم مزيد من الدعم اللوجستي والمعنوي لها، لتعزيز دورها الحيوي في حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، ومواصلة تأدية مهامها الوطنية بكفاءة ومهنية.
تماسك مؤسسي رغم الحرب
يُذكر أن قوات الدفاع المدني لعبت دورًا فاعلًا منذ بداية الصراع، من خلال المشاركة في تأمين المنشآت الحيوية، وإدارة الأزمات البيئية والإنسانية، وسط تحديات متفاقمة نتيجة الحرب وتعطل المؤسسات المدنية والخدمية في عدة ولايات.
ويُنظر إلى هذه النجاحات على أنها مؤشر لصلابة البنية المؤسسية لبعض الأجهزة الأمنية في السودان، وإمكانية إعادة البناء الوطني من الداخل، استنادًا إلى الكفاءات المحلية والخطط المدروسة، بعيدًا عن الارتهان للمساعدات الخارجية.
دعوة لتعزيز قدرات الدفاع المدني
في ختام كلمته، دعا الفريق عطا الجهات المعنية إلى مواصلة دعم الدفاع المدني، وتوسيع فرص التدريب والتأهيل الداخلي والخارجي، مشيرًا إلى أن ما تحقق في ظل الحرب يمكن البناء عليه لتطوير مؤسسة وطنية قادرة على التصدي للكوارث وحماية الأرواح والممتلكات.
nabdsudan.net