خبر ⁄سياسي

من بغداد.. صفعة عربية للسودانيين ببيان القمة

من بغداد.. صفعة عربية للسودانيين ببيان القمة

متابعات – نبض السودان

أثار البيان الختامي الصادر عن القمة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، يوم السبت، موجة من الانتقادات والاستغراب، وذلك لاكتفائه بذكر الأزمة السودانية في سطرٍ واحد فقط، رغم تفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية في البلاد.

عبارة واحدة عن حرب مدمّرة

وجاء في البيان: “شدد على أهمية التوصل لحل سياسي شامل يُنهي الصراع في السودان ويحفظ سيادته ووحدة أراضيه، ودعا جميع الأطراف في السودان للانخراط في المبادرات الساعية لتسوية الأزمة، وفي مقدمتها إعلان جدة.”

هذه الجملة، التي لم تتجاوز بضعة كلمات، بدت – بحسب مراقبين – غير كافية على الإطلاق لمجاراة حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوداني، وسط اشتداد العمليات العسكرية والانهيار الكامل في البنية التحتية والخدمات الإنسانية.

اهتمام موسّع بالقضية الفلسطينية

في المقابل، احتل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان الحيّز الأكبر من البيان، حيث جدّدت القمة رفضها المطلق لتهجير الفلسطينيين، وطالبت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف العدوان فورًا.

كما دعا البيان الدول المؤثرة دوليًا إلى الضغط على إسرائيل، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكدًا على ضرورة المضي في حل سياسي شامل في سوريا.

سوريا في البيان… والسودان في الهامش

وما زاد من تعجّب المتابعين، هو ترحيب البيان برفع العقوبات الأميركية عن سوريا، مع تأكيده على ضرورة تأمين مرور العاملين في المجال الإنساني إلى السودان، وكأن الأزمة السودانية شأن هامشي، مقارنة بما ناله الملف السوري من اهتمام وتفصيل.

لبنان وليبيا… وحضور سياسي أكبر

البيان لم يغفل الوضع في لبنان، إذ دعا لوقف الأعمال العدائية، وأدان الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وطالب إسرائيل بالانسحاب إلى حدود ما قبل 1967.

كما عبّر البيان عن دعم كامل للحل السياسي في ليبيا، وأكد رفضه لأي تدخل خارجي، داعيًا إلى إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وتسريع إصدار القوانين الانتخابية عبر مجلسي النواب والدولة.

السودانيون: أين نحن من كل هذا؟

وقد أعرب ناشطون ومراقبون سودانيون عن خيبة أملهم الكبيرة من هذا التجاهل شبه الكامل لأزمة تعتبر من أسوأ الحروب الأهلية الجارية حاليًا في المنطقة، والتي أسفرت عن آلاف القتلى وملايين النازحين، وانهيار الخدمات والمؤسسات بالكامل في معظم الولايات.

واعتبر البعض أن هذا التجاهل يعكس فشل النظام العربي الرسمي في التعامل مع واحدة من أخطر الأزمات التي تمس سيادة ووحدة بلد عربي كبير، يعيش لحظة تاريخية فارقة.

دعوات لإعادة النظر في موقف الجامعة العربية

وسط هذا الإهمال، تتعالى الأصوات المطالبة بإعادة النظر في مقاربة الجامعة العربية تجاه الأزمة السودانية، عبر تخصيص جلسة طارئة أو تحرك فعلي يرقى إلى حجم الكارثة، خاصة في ظل استمرار الصراع وتعقّد الأوضاع الإنسانية، وغياب أي مسار فعّال لحل الأزمة حتى الآن.

nabdsudan.net