خبر ⁄سياسي

من هما سلمى ونوارة.. أسرار التعيينات النسائية الأخيرة بمجلس السيادة

من هما سلمى ونوارة.. أسرار التعيينات النسائية الأخيرة بمجلس السيادة

متابعات- نبض السودان

في خطوة سياسية جديدة نحو تمثيل أوسع للمرأة السودانية داخل هياكل الحكم، أُعلن مؤخرًا عن تعيين كل من سلمى عبدالجبار المبارك ونوارة أبومحمد محمد طاهر عضوين بمجلس السيادة الانتقالي، لتمثيل إقليم الوسط وإقليم الشرق على التوالي. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود إعادة تشكيل المجلس السيادي بمشاركة أوسع من مختلف الأقاليم.

سلمى عبدالجبار.. حضور ديني وأكاديمي بارز

برز اسم سلمى عبدالجبار المبارك لأول مرة في الساحة السياسية عقب الانقلاب العسكري على الحكومة الانتقالية في عام 2021، حيث تم تعيينها حينها عضوًا بمجلس السيادة الانتقالي من قبل الفريق أول عبدالفتاح البرهان. ومنذ ذلك الحين، باتت واحدة من الوجوه النسائية القليلة التي حظيت بعضوية هذا المجلس، إلى جانب القاضية رجاء نيقولا.

تعود جذور سلمى إلى ولاية الجزيرة، وهي من مواليد عام 1974. تنتمي إلى أسرة صوفية معروفة ذات تأثير واسع في الأوساط الدينية والاجتماعية بالسودان. فوالدها هو الداعية الإسلامي المعروف عبدالجبار المبارك، الذي لعب دورًا مؤثرًا في نشر الفكر الإسلامي وتعزيز الوجود الصوفي المعتدل في البلاد.

سلمى عبدالجبار.. بين الأكاديميا والفتوى

تحمل سلمى عبدالجبار درجة الدكتوراه في العلوم البيئية، وسبق أن عملت كمساعد تدريس في كلية النصر التقنية، حيث ساهمت في تدريب وتخريج عدد من الكوادر العلمية في مجالات البيئة والعلوم التطبيقية.

كما شغلت عضوية مجمع الفقه الإسلامي، حيث كانت ضمن لجنة فتاوى الأحوال الشخصية، وشاركت في إصدار عدد من الفتاوى المتعلقة بشؤون الأسرة والمرأة. إلى جانب ذلك، تُعد سلمى عضوًا في مجلس أمناء مجمع عباد الرحمن الإسلامي التعليمي بالخرطوم، الذي يُعنى بتقديم التعليم الديني والأكاديمي.

نوارة أبومحمد.. ممثلة شرق السودان في مجلس السيادة

أما نوارة أبومحمد محمد طاهر المعروفة بلقب “بافلي”، فهي تمثل شرق السودان في مجلس السيادة، وتُعد واحدة من الكفاءات النسائية ذات الحضور الأكاديمي والمهني المميز. وتحمل درجة الدكتوراه في الدراسات البيئية من جامعة الخرطوم، إضافة إلى ماجستير في التنمية الريفية المستدامة من جامعة الأحفاد للبنات عام 2006، وكذلك بكالوريوس في التنمية والإرشاد والتدريب الريفي من الجامعة ذاتها.

مسيرة مهنية حافلة بالمحطات المحلية والدولية

تألقت نوارة أبومحمد في مجالات التنمية والعمل المجتمعي، فقد عملت محاضرة بجامعة الأحفاد للبنات في مجال الإرشاد الريفي بين عامي 2005 و2013، كما شغلت مناصب في منظمات بارزة مثل أطباء بلا حدود ببورتسودان، وأوكسفام إنترناشونال.

كذلك تولت منصب كبير موظفي مكتب منظمة المسار الوطنية بالخرطوم، وعملت باحثة بمكتب الدراسات بجامعة الملك سعود بالرياض في عام 2015، ما منحها خبرات أكاديمية وعملية متعددة في مختلف البيئات المحلية والدولية.

قيادية نسوية فاعلة في المجتمع المدني

برزت نوارة أيضًا كقيادية مؤثرة في العمل المجتمعي والنسوي، إذ ترأست منظمة “سوركنات – القائدات” المعنية بتعزيز دور المرأة في التنمية، وتشغل حاليًا منصب نائبة رئيس المجلس الاستشاري لشرق السودان، وهو كيان يُعنى بالمشورة والتنمية المحلية في الإقليم.

وتدير نوارة مشروعًا تنمويًا بالشراكة مع منظمة الساحل، وعملت أستاذة مساعدة في جامعة البحر الأحمر، ما عزز من تأثيرها العلمي والتنموي في المناطق الشرقية من السودان.

اهتمام خاص بقضايا المرأة والسلام

شاركت د. نوارة أبومحمد في العديد من الدورات التدريبية المتخصصة داخل السودان وخارجه، شملت مفاهيم التنمية، إدارة المنظمات، حل النزاعات، تدريس السلام، محاربة خطاب الكراهية، بالإضافة إلى تدريبات حول قرار مجلس الأمن 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن.

التمثيل النسائي في السيادة.. خطوة في طريق طويل

يُعد تعيين سلمى عبدالجبار ونوارة أبومحمد ضمن أعضاء مجلس السيادة خطوة نحو تعزيز مشاركة المرأة السودانية في مراكز صنع القرار، ويمثل جزءًا من الاستجابة لمطالب بضرورة إشراك النساء في السلطة الانتقالية خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلاد سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

وبينما يأتي هذا التعيين في سياق توازنات جهوية، إلا أنه يُشكل فرصة نادرة لتعزيز صوت النساء في مؤسسة سيادية عليا، وسط آمال في أن تُمثل هذه التعيينات بداية حقيقية لتوسيع قاعدة التمثيل النسائي في مؤسسات الحكم بالسودان.

nabdsudan.net