خبر ⁄سياسي

تعيين كامل ادريس رئيسا للوزراء.. خطوة نحو استعادة الشرعية أم هروب إلى الأمام

تعيين كامل ادريس رئيسا للوزراء.. خطوة نحو استعادة الشرعية أم هروب إلى الأمام

أمستردام: 20 مايو 2025:راديو دبنقا

اثار قرار تعيين الدكتور كامل إدريس ردود فعل واسعة ومتباينة بين القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة فضلا عن مختلف منصات التواصل الاجتماعي التي شهدت تباينات حادة، وتراوحت ردود الفعل بين الرفض القاطع والترحيب الحذر والترحيب الشديد.

كما تباينت ردود الفعل السودانية حول ترحيب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي محمود علي يوسف بتعيين كامل إدريس حيث أعربت الحكومة عن ارتياحها بينما قللت القوى المناوئة لها من أهمية التصريح.

هروب إلى الأمام

يقول نور الدين بابكر، الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني، في مقابلة مع “راديو دبنقا”، إن القرار هروب للأمام من المشكلة الرئيسية والتي تتمثل في انتشار الحرب في مناطق عديدة وسط انتهاكات واسعة من طرفي الحرب فضلاً عن تدمير البنية التحتية ومكتسبات السودان.

واعتبر القرار محاولة لتجميل وجه حكومة بورتسودان بالحديث عن رئيس وزراء مدني توافقي. وأكد أن القرار من شأنه إطالة أمد الأزمة، وأنه لن تنجح في لم شمل معسكر الحكومة في بورتسودان، منوها إلى ردود أفعال متباينة من داخل المعسكر مما يؤشر أن قرار التعيين فردي.

وتوقع أن رئيس الوزراء الجديد سيكون تحت إمرة البرهان صلاحياته صورية.

وأشار أيضا إلى أن القرار يهدف لكسب شرعية إقليمية ودولية، واعتبر ذلك محاولات بائسة إذ لا توجد شرعية لانقلاب رفضه الشعب السوداني وتبعه في ذلك المجتمع الإقليمي والدولي.

ودعا نور الدين بابكر البرهان للتحلي بالشجاعة، والانخراط في مفاوضات لوقف الحرب ثم المضي في عملية سياسية توافقية بين السودانيين تعيد المسار المدني الديمقراطي وتناقش قضايا الانتقال والجيش الواحد والعدالة وجبر الضرر وتعيد السودان دولة مستقرة آمنة.

خطوة غير كافية

قال صالح محمود، القيادي في الحزب الشيوعي، إن خطوة تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء غير كافية لفك العزلة عن السلطة. وأوضح في مقابلة مع “راديو دبنقا” إن التعيين جرى من جهة انقلابية لا تتمتع بالشرعية.

واعتبر أي اعتراف من قبل الاتحاد الافريقي بهذه الحكومة مخالفة صريحة للميثاق الافريقي لأن رئيس الوزراء لم يأت عن طريق الشعب او عن طريق الانتخاب.

ولم يستبعد أن يكون التعيين قد جرى بعد اجراء مشاورات مع جهات إقليمية ودولية لديها مصالح في استمرار الأنظمة الديكتاتورية في السودان للاستفادة من موقع السودان الاستراتيجية ومواردها. واصفا ذلك في حال حدوثه بأنه مؤامرة إقليمية يجب التصدي لها والاستمرار في السعي لاستعادة السلطة المدنية.

شرعية مستحيلة

قلّل البروفيسور صديق تاور القيادي في حزب البعث الاشتراكي من أهمية التعيين واعتبره بحثا عن شرعية مفقودة بالتعاون مع أطراف في الاتحاد الافريقي. وأكد إن استعادة في ظل الوضع الحالي الشرعية غير ممكن بل مستحيل.

وقال البروفيسور صديق تاور في مقابلة مع “راديو دبنقا” إن تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء محاولة لفك طوق العزلة الذي اشتد بعد اندلاع الحرب.

ووصف القرار بأنه غير دستوري مبيناً إن السلطة الحالية انقلابية فاقدة للشرعية منقسمة على نفسها.

ودعا لوقف الحرب بدون شروط واللجوء للتفاوض.

خطوة مهمة

رحبت حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل ابراهيم بتعيين الدكتور كامل إدريس الطيب رئيسًا لمجلس الوزراء الانتقالي، ووصف معتصم أحمد صالح أمين الشؤون السياسية في الحركة في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” الخطوة بأنها مهمة وتُنهي فراغًا تنفيذياً استمر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف.

وأكد إن تعيين رئيس وزراء مدني يُعد خطوة جوهرية نحو استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي.

من جانبه قال أحمد محمد هارون رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية إن كامل ادريس كفاءة وطنية مستقلة ويقف الموقف الصحيح من التحدي الوطني.

تجيير مواقف

اتهم الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي بتجيير مواقف الدول الأفريقية لصالح أحد أطراف الحرب.

وقال إن ترحيب رئيس المفوضية بتعيين كامل ادريس رئيسا للوزراء يؤدي لتعقيد المشهد السوداني ويقلل من فرص إيقاف الحرب، كما اعتبره دافعا قويا لتحالف السودان التأسيسي ” تأسيس “لتشكيل حكومة السلام والوحدة في أسرع وقت ممكن.

ودعا الدول الأعضاء في الإتحاد الأفريقي لإلزام رئيس المفوضية بموجهات وأهداف الإتحاد الأفريقي، أو أن يتم عزله.

‏دعوة لرفع التعليق

بالمقابل أعرب خالد الاعيسر وزير الثقافة والإعلام عن عن تقدير السودان الكبير لترحيب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بتعيين رئيس وزراء جديد. واعرب عن امله في أن يتخذ الاتحاد الإفريقي خطوات إجرائية عاجلة تُسهم في إعادة السودان إلى موقعه، من خلال رفع تعليق عضويته في الاتحاد.

دعوة للإسراع في تشكيل حكومة

دعا الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الى تسريع الخطى لتشكيل الحكومة المدنية الجديدة ، بعد قرار رئيس مجلس السيادة بتكليف الدكتور كامل ادريس برئاسة مجلس الوزراء المدني الانتقالي، مؤكداً دعمه لرئيس الوزراء الجديد غير المنتمي لأي حزب سياسي .

ورحب الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، معتز الفحل في تصريحات صحفية بتكليف كامل ادريس قائلا إن البلاد “اختارت مسارا صحيحا يتوافق مع السلام والأمن والسيادة والديمقراطية والحكم المدني وإعادة الإعمار بالشراكة مع المجتمع الدولي”.وأضاف إن اختيار ادريس وتشكيل حكومة مدنية جديدة يمثلان خطوات مهمة نحو إحياء الحكم المدني وتحقيق التحول الديمقراطي، وأردف قائلا: هذه التطورات السياسية تمهد الطريق لعودة السودان لمقعده الشاغر بالاتحاد الأفريقي، مشيدا بمواقف وتوجهات وسياسة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف الذي أبدى حرصا شديدا منذ استلامه لموقعه على انهاء تجميد عضوية السودان بالاتحاد الإفريقي.

رئيس وزراء بلا مهام

يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد لطيف في تسجيل صوتي إن البرهان بتعيينه لكامل ادريس رئيسا للوزراء يحاول ان يوحي بأن لديه حكومة مدنية، وإنه يملك قراراً مستقلاً ولا علاقة له بالحركة الإسلامية بجانب رغبته في إغلاق الباب أمام المتطلعين والمتصارعين على منصب رئيس الوزراء.

ويؤكد محمد لطيف إن المطلوبات الحقيقية من رئيس الوزراء في ظل هذه الظروف هي وقف الحرب، و حماية المدنيين، وتقديم الخدمات، و إعادة الاعمار، إعادة السودان إلى الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي.

وقال إن رئيس الوزراء الجديد لن يستطيع تقديم شيء في هذه المجالات مما سيجعله رئيس وزراء بلا مهام.

وأكد إن سبب تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي هو انقلاب 25 أكتوبر2021 ، كما أدى عدم اللجوء إلى التفاوض لوقف الحرب إلى تعقيد العلاقة مع المجتمع الدولي بعد الحرب.

وأضاف: ” إن ترشيح كامل ادريس لنفسه او ترشيحه بواسطة أطراف أخرى بصورة متكررة يؤكد أن المنصب غاية بالنسبة له ولا يتوقع منه أي إنجازات” وتابع المشهد مغلق أمامه وليس بإمكانه تقديم أي انجاز ” موضحا إن الإشكالية تتعلق بصاحب القرار.

dabangasudan.org