لكي لا ننسى.. ملف الأطفال مجهولي الوالدين في حكم المتأسلمين هو الأكثر فظاعة...

لكي لا ننسى.. ملف الأطفال مجهولي الوالدين في حُكم المتأسلمين هو الأكثر فظاعة..!!.
خالد أبو أحمد
إنّ التدهور الأخلاقي في المجتمع السوداني يكاد يكون هو السمة البارزة لحُكم نظام الحركة (الاسلامية)، وهناك الكثير من الممارسات الشاذة التي أفرزتها هذه التجربة لم تكن موجودة من قبل في هذا المجتمع إذ ارتفعت الدعارة السرية، و زادت نسبة المواليد الذين تلتقطهم دار رعاية الأيتام المعروفة بـ(المايقوما) صباح كل يوم من الشوارع و الأزقة، وتفشى إدمانالمخدرات بين الشباب من مختلف الأعمار هروباً من فقدان الأمل، واكتسحت الدعارة المستترة الشوارع وشطآن النيلين.. وغابة السنط وفي الشقق المفروشة التابعة لقيادات النظام، فارتفعت نسبة هجرة الشباب إلى الخارج بأي ثمن، حتى وإن أدى إلى الغرق في البحر الأبيض المتوسط أو ظمأً في الصحراء الكبرى بحثاً عن الأمل المفقود في السودان..
إنّ ملف الأطفال مجهولي الوالدين في تجربة حُكم (الإسلاميين) هو الأكثر فظاعة وشهرة وتناولا في الإعلام السوداني، ووفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الرعاية الإجتماعية[1] فإن التوزيع الولائي للأطفال مجهولي الوالدين للفترة 2006 – 2008 تشير إلى تقارب النسب المئوية لكل الولايات, وبالعودة لإحصائية أخرى تبين ان معدل الزيادة فى أعداد الأطفال مجهولي الوالدين فى ولاية الخرطوم الذين تم إيداعهم لدار الطفل بـ(المايقوما) فى الفترة من 1998 إلى منتصف العام 2008 تشير الى أن متوسط الزيادة السنوي هو 5.65% و أن نسبة الزيادة في عشرة أعوام بلغت 41% تقريبا, ويوضح ذات المصدر أن الرعاية الأسرية قللت نسبة الوفيات وسط هؤلاء الأطفال بنسبة 34.93% (من 84.68% إلى 49.75%) للفترة من 1998 إلى 2007. وفى عام 2008 توفي 6 أطفال فقط من بين 409 أطفال أودعوا لدى أسر بديلة.
وبعد أربعة أعوام من التقرير المشار إليه تحديدا في 29 ديسمبر 2012 تم الإعلان عن تزايد ظاهرة قتل الاطفال مجهولي الأبوين، وبحسب أرقام مشرحة ام درمان في ذات العام استقبلت المشرحة (984) جثة[2] كانت نسبة الأطفال (21%)، وورد في التحقيق انه وحسب إحصاءات مشرحة أم درمان التي استقبلت (340) جثة عام (2009) نسبة الأطفال كانت (15%) منهم (35%) إناث و (65%) ذكور مما يؤكد تخلُّص الأسر من الذكور في حين تحتفظ بالإناث في معادلة معقَّدة، وهناك نسبة وفاة الأمهات بالإجهاض والانتحار التي لا تبعد عن ملف حديثي الولادة بنسبة وصلت إلى واحد وخمسة من عشرة وفيات بسبب الإجهاض، ووصلت وفيات الانتحار إلى (5%) بالنسبة لأسباب الوفاة في عام (2009) للأطفال (21%) ماتوا بكسور في الجمجمة و(25%) خنق و(40%) إجهاض قبل الولادة واكتمال النمو و(13%) حالات أخرى.
إن هذه النسب هي التي تصل إلى المشرحة وليس بالضرورة أن تكون العدد الكلي لعدد الأطفال حديثي الولادة لأن البعض يتم إخفاؤه بحيث لا يصل المشرحة، ومقدر أن يكون عددهم أكبر من الذي يصل إلى المشرحة.. وحسب المسوحات التي أُجريت على محليات أم درمان وجدوا أن الأعداد تزداد عاما بعد عام.
إن الارقام والإحصائيات الخاصة بالأطفال مجهولي الوالدين يختصر لنا الكارثة والفاجعة في صورتها الحقيقية لما ارتكبته الحركة (الإسلامية) في حق الشعب السوداني، ذلك لأن الإنسان هو محور كل الاهتمام وكل الرعاية من لدن الخالق العظيم، فلا يمكن أن يحدث كل ما حدث في السودان من مجازر ومن ضياع إمكانيات وخداع للناس باسم الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء في الأساس لحفظ الضروريات الخمس وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، فحفظ النفس من جملة الضروريات التي أمر الشارع جل وعلا بحفظها وعدم تعرضها للهلاك.
–
هذه المادة هي مقتطف من دراسة بعنوان (إسلاميو السودان.. الديكتاتورية وصناعة الحروب وسرقة الموارد) لم تنشر.
[1] صحيفة (الأخبار) السودانية متوقفة عن الصدور- 10 يناير 2009م نقلاً عن تقرير لوزارة التنمية الاجتماعية الصادر في يناير 2009م. [2] موقع سودارس تقرير أخباري 29 ديسمبر 2012م https://cutt.us/HoxPk.
altaghyeer.info