تصاعد مخيف لمعدلات الإصابة والوفيات بالكوليرا في الخرطوم وسط تضارب في الأرقام

الخرطوم:27 مايو 2025: راديو دبنقا
كشفت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل 172 حالة وفاة و2729 إصابة بالكوليرا خلال أسبوع.
ووفقاً لتقرير جرى تقديمه في اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي الذي انعقد اليوم فإن الإصابات بالكوليرا تصاعدت بعدد من الولايات وأشار إلى أن 90 في المائة من الإصابات الجديدة بولاية الخرطوم خاصة كرري، ام درمان وامبدة، ثم شمال كردفان، سنار، الجزيرة، النيل الأبيض، نهر النيل.
وأشار التقرير إلى استمرار تسجيل حالات الإصابة والوفيات بحمى الضنك والحصبة والسحائي والكبد الوبائي في عدد من الولايات
أكد الاجتماع، ان تراكمي الإصابات بحمى الضنك 12886، بينها 20 حالة وفاة، في حين سجلت 6 ولايات 54 إصابة بالحصبة تراكمياً، ومنها حالتي وفاة. وأكد التقرير تسجيل 134 إصابة بالسحائي يسنها 12 حالة وفاة في ست ولايات مبيناً ان 73،9٪ من الإصابات بولاية الجزيرة، فيما أوضح ان 91٪ من الإصابات بالكبد الوبائي(e) من ولاية كسلا.
1056 وفاة في 6 ولايات
قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن عدد الوفيات جراء الإصابة بالكوليرا في ست ولايات بلغت 1056 حالة منها 500 حالة في أمدرمان.
وقالت اللجنة في بيان إن عدد حالات الإصابة في مدينة أم درمان وحدها 1335 حالة، وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية، وشُح في الكوادر الصحية، وعدم توفر مصادر مياه نظيفة، وغياب شبه كامل لوسائل التعقيم والمطهرات، إلى جانب قلة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ومراكز العزل أمام الأعداد المتزايدة من المرضى.
وقال إن من العوامل التي شاهم في تفشي الوباء تدهور صحة البيئة نتيجة الحرب، وضعف استجابة المؤسسات الرسمية، وغياب الدعم الأممي، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من العائدين والنازحين في مناطق مكتظة، دون خدمات أو غرف طوارئ مجهزة.
وطالبت اللجنة التمهيدية للنقابة بإعلان حالة طوارئ صحية عاجلة في كافة مناطق التفشي، وفتح مراكز عزل متخصصة في المستشفيات.
كما ناشدت المنظمات الإنسانية والصحية الدولية بالتدخل السريع، وتوفير المحاليل الوريدية، وأدوات التعقيم، وأدوية الطوارئ.
وطالبت السلطات الصحية المحلية والمركزية بالقيام بدورها تجاه المواطنين، وتكثيف حملات التوعية والرش البيئي.
ودعت الكوادر الطبية والتمريضية والمتطوعين إلى الوقوف بحزم أمام هذا الوباء، والعمل على احتوائه رغم الظروف القاسية.
وقالت النقابة إن صمت المجتمع الدولي والجهات الرسمية أمام هذه الكارثة يمثل خذلانًا جديدًا للشعب السوداني، الذي يواجه الموت ليس فقط برصاص الحرب، بل وبالأمراض التي كان يمكن الوقاية منها.
وفيات وإصابات بالكوليرا في 11 ولاية
كشف قطاع العمل الإنساني في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) عن تسجيل 384 حالة وفاة و 13,100
إصابة بالكوليرا في 11 ولاية.
وأوضحت في تقرير إن ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض سجلتا العدد الأكبر من حالات الإصابة والوفيات حيث بلغت نسبة الإصابة 68.7% والوفيات 57.3% من اجمالي الحالات. وقال إن معدل الوفيات الكلي من حالات الإصابة يبلغ حوالي 2.93%واعتبر المعدل مرتفع نسبياً حيث تبلغ النسبة في الحالات العادية أقل من 1 في المائة في حال تم توفير العلاج المبكر والمناسب.
ونبه إلى أن ولاية جنوب كردفان سجلت أعلى معدلات وفيات بنسبة 16.67% (5 وفيات من 30 حالة<، مما يدل على تأخر في اكتشاف الحالات، وأشار إلى أن نسبة الوفيات في شمال كردفان تبلغ أكثر من 4.29 في المائة.
وأشار التقرير إلى تسجيل حالات في القضارف والجزيرة والنيل الأزرق والبحر الأحمر ونهر النيل وولاية كسلا وجنوب كردفان وسنار بأرقام متفاوتة.
وتوقع التقرير اتساع رقعة الانتشار وارتفاع اعداد الإصابة في حال لم تتم الاستجابة بشكل عاجل لاحتوائه.
مطالب
أكد قطاع العمل الإنساني في تحالف صمود على ضرورة تحسين الوصول إلى مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي الآمن بجانب تكثيف التوعية وحملات التطعيم وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية. وشدّد على ضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة، وتوجيه الموارد والإمدادات بشكل مكثف إلى الخرطوم والنيل الأبيض والقضارف وشمال كردفان والجزيرة، حيث تتركز غالبية الحالات.
ودعا لبحث في أسباب ارتفاع معدل الوفيات في جنوب كردفان وشمال كردفان لتحديد العوائق أمام الرعاية الصحية وتقديم العلاج.
تصاعد مخيف
قال متطوعون إن أعداد حالات الإصابة والوفيات بالكوليرا في أمدرمان تتصاعد بصورة مخيفة، مشيرين إلى تسجيل حالات وفاة على مدار الساعة وتوافد حالات إصابة جديدة على مراكز العزل في الخرطوم وأمدرمان. وأشار متطوع إلى أن المرضى الذين كانوا يفترشون الأرض بالقرب من مستشفى النو بأمدرمان جرى نقلهم أمس إلى مستشفى امبدة النموذجي. ونبه إلى وفاة 20 شخص في مستشفى أمدرمان خلال أيام بينما يتم تسجيل الوفيات بصورة مستمرة في مستشفى النو. وقال إن عدد الحالات في مركز الضو حجوج الذي افتتح يوم الأحد بلغ أكثر من 70 حالة.
تطمينات
من جانبه قال د. هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة الاتحادي بأن موقف الإمداد الدوائي بولاية الخرطوم كافي لمجابهة الجائحة، وأشار إلى وصول حوالي(١٥٠)طن من المحاليل الوريدية، وتوقع انحسارها وفقا لتدخلات المتكاملة التي تنفذها وزارة الصحة ولاية الخرطوم وحكومة الولاية لمحاصرة الوباء . وأعلن عن توفير التطعيم الوقائي الكافي ليشمل المواطنين بجميع محليات الولاية.
وأبان التقرير الوبائي الذي استعرضته دكتور محمد التجاني مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة ارتفاع نسبة التعافي بين المصابين الكوليرا بمراكز العزل بخروج عدد 530 مصاب أمس من المراكز لمنازلهم. فيما تخضع 362 حالة للعلاج المكثف و٤٥ حالة وفاة.
أسباب
أوضح أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم أن استهداف محطات الكهرباء من قبل الدعم السريع مؤخرا أدى إلى توقف محطات المياه وتفاقم الأزمة، وأوضح إن المواطنين اضطروا للحصول على المياه من النيل مباشرة وتوقع انخفاض الحالات في ظل العودة التدريجية للمياه . وأشار أيضا إلى أن من بين الأسباب والي الخرطوم نزوح أعداد كبيرة من المواطنين الذين كانوا يعيشون في أوضاع سيئة تحت احتلال المليشيا
وأكد على أن النظام الصحي بالولاية قادر على تجاوز الوباء باتخاذ التدابير الضرورية وتوسعة مراكز العزل واتخاذ ضوابط ملزمة لسلامة المصابين.
يذكر أن وزير الصحة الإتحادي ووالي ولاية الخرطوم والمدير العام لقطاع الصحة بالولاية نفذوا ولة ميدانية لمراكز العزل بمستشفى النو ومركز عزل مستشفى محمد الامين حامد اليوم الثلاثاء.
مشهد ينذر بكارثة
قال حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم إن المشهد في مستشفى أمبدة اليوم يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية، بعد تكدّس المرضى في ظروف غير صحية، رغم استجابة متأخرة لإسعاف بعض الحالات. وفي مستشفى النو، سُجّل أكثر من 1500 حالة اشتباه خلال أسابيع قليلة، مع ارتفاع معدلات الوفيات، وغياب كامل للإجراءات الوقائية.
وأفاد الحزب في بيان اطلع عليه”راديو دبنقا” إنه في الريف الشمالي تفشت الكوليرا بصورة مرعبة في عدد من المناطق، ووفقًا لتنسيقية لجان مقاومة الريف الشمالي فإن مستشفى إبراهيم سعيد بالجزيرة اسلانج سجل 65 حالة وفاة و109 إصابات، بينما في مخيم الشيخ الطيب الصيني، هناك 51 حالة إصابة و27 وفاة.
وأشار إلى نقص حاد في الدواء والمستلزمات، فيما يعمل الطاقم الطبي تحت ضغط خانق. واستنكر الحزب السلوك الإنكاري للحكومة داعيا لإعلان حالة طوارئ صحية فورية تشمل: توفير الكلور والمعقمات في كافة مناطق الإصابة، وتشغيل محطات المياه عبر الطاقة الشمسية أو البدائل الممكنة. كما دعا لإطلاق حملات رش فوري لنواقل المرض في الأسواق والمناطق المكتظة فضلاً عن تجهيز مراكز العزل بالعدد الكافي من الأسرة والكوادر، و تمكين المنظمات الإنسانية من العمل بحرية وشفافية.
نداء لإعلان حالة الطوارئ الصحية
طالب ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي السلطات في بورتسودان وفي ولاية الخرطوم بإعلان ولاية الخرطوم وولايتي النيل الأبيض والجزيرة وشمال كردفان مناطق كوارث صحية، وإعلان حالة الطوارئ. ودعا لإبلاغ منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف بتفعيل بنود الكوارث، وارسال الادوية والمعدات وتقييم الوضع الصحي وأسبابه ودعم المستشفيات والمراكز الصحية والطلب من المجتمع الاقليمي والدولي بإرسال المساعدات الانسانية العاجلة.
كما طالب في بيان طرفي الحرب بإعلان وقف إطلاق نار إنساني حتى ولو لمدة اسبوع لإيصال الطعام والأدوية لكافة مناطق السودان تحت سيطرة طرفي الحرب سيما لمدن وقرى شمال كردفان وعلى راسها الأبيض والخوي والنهود والدبيبات وكادقلي والدلنج وفتح المعابر نحو مدينة الفاشر وارسال الطعام والأدوية للمحتاجين.
dabangasudan.org