خبر ⁄سياسي

أطباء بلا حدود تعلن تقديم الرعاية لـ 659 ناجيا من العنف الجنسي في جنوب دارفور

أطباء بلا حدود تعلن تقديم الرعاية لـ 659 ناجيا من العنف الجنسي في جنوب دارفور

أمستردام: 28 مايو 2025:راديو دبنقا

قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها الرعاية لـ 659 ناجيًا من العنف الجنسي في جنوب دارفور بين يناير 2024 ومارس 2025.

وأفاد 86% منهم أنهم تعرضوا للاغتصاب وإن 94% من الناجين كانوا من النساء والفتيات.

ووفقا لتقرير نشرته المنظمة اليوم فإن 56% منهم قالوا إنهم تعرضوا للاعتداء من قبل شخص غير مدني. وأشارت المنظمة إلى أن 31% كانوا أصغر من 18 عامًا، و7% أصغر من 10 سنوات، و2.6% أصغر من 5 سنوات.

وأفاد التقرير بأن 55% من الحالات تعرضت لعنف جسدي إضافي أثناء الاعتداء، وإن 34  % تعرضت للعنف الجنسي أثناء العمل في الحقول أو السفر إليها.

ورجحت أن تكون هذه الإحصائيات المزعجة أقل من تقدير الحجم الحقيقي للعنف الجنسي في جنوب دارفور. 

تحذير

 حذّرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم من أن النساء والفتيات في إقليم دارفور بالسودان معرضات لخطر العنف الجنسي بشكل شبه دائم. مشيرة إلى صعوبة تحديد الحجم الحقيقي لهذه الأزمة، إذ لا تزال الخدمات محدودة، ويواجه الناس صعوبات في طلب العلاج أو التحدث عن محنتهم.

وأوضحت المنظمة إن جميع الضحايا والناجين الذين يتحدثون مع فرق أطباء بلا حدود في دارفور وعبر الحدود في تشاد يروون قصصًا مروعة عن العنف الوحشي والاغتصاب. ومع تعرض الرجال والفتيان للخطر أيضًا، فإن حجم المعاناة يتجاوز حدود المعقول.

النساء لا يشعرن بالأمان

تقول كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: “لا تشعر النساء والفتيات بالأمان في أي مكان. يتعرضن للهجوم في منازلهن، وأثناء فرارهن من العنف، وأثناء حصولهن على الطعام، وجمع الحطب، وأثناء عملهن في الحقول. يُخبرننا أنهن يشعرن بأنهن محاصرات”. وتضيف: “هذه الهجمات شنيعة وقاسية، وغالبًا ما يشارك فيها العديد من الجناة. يجب أن يتوقف هذا. العنف الجنسي ليس نتيجة طبيعية أو حتمية للحرب ، بل قد يُشكل جريمة حرب، وشكلًا من أشكال التعذيب، وجريمة ضد الإنسانية. يجب على الأطراف المتحاربة محاسبة مقاتليها وحماية الناس من هذا العنف المُقزز. يجب توسيع نطاق الخدمات المقدمة للناجين فورًا، حتى يتمكنوا من الحصول على العلاج الطبي والرعاية النفسية التي هم في أمس الحاجة إليها”.  

انتشار العنف الجنسي

لقد أصبح العنف الجنسي منتشراً على نطاق واسع في دارفور لدرجة أن كثيرين يتحدثون عنه بخوف شديد باعتباره أمراً لا مفر منه.

قالت امرأة لفريق أطباء بلا حدود في غرب دارفور: “جاء بعض الناس ليلاً لاغتصاب النساء وسلب كل شيء. سمعتُ اغتصاب بعض النساء ليلاً. كان الرجال يختبئون في دورات المياه أو في بعض الغرف حيث يمكنهم إغلاق الأبواب. لم تختبئ النساء لأن ما كنا نتعرض له هو مجرد ضرب واغتصاب، أما الرجال فكانوا يُقتلون”.   

وأوضحت المنظمة إنه لا يقتصر تعرض الناس للاغتصاب والضرب على الهجمات على القرى والبلدات أو أثناء رحلة البحث عن الأمان. حيث يقطع الناس مسافات طويلة سيرًا على الأقدام لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ويعملون في أماكن خطرة. ويقرر آخرون عدم المخاطرة، فيُقطع عنهم مصدر دخلهم، مما يُقلل من فرص حصولهم على الماء والغذاء والرعاية الصحية. وهذا في حد ذاته ليس ضمانًا للسلامة، إذ قد يتعرض الناس للهجوم في منازلهم أيضًا.

dabangasudan.org