خبر ⁄سياسي

منصة.. أشرف إبراهيم يكتب : بانغي على الخط.. المخابرات تعيد رسم المشهد

منصة.. أشرف إبراهيم يكتب : بانغي على الخط.. المخابرات تعيد رسم المشهد

*على نحو مفاجئ لوسائل الإعلام والمراقبين هبطت طائرة نهار أمس الأربعاء في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، تحمل على متنها قادة المخابرات في أفريقيا الوسطى، بقيادة الجنرال هنري وانزين ،ومبعث المفاجأة أن أفريقيا الوسطى كانت واحدة من دول جوار السودان التي يأتي عبرها ومن خلال أراضيها الدعم اللوجستي والسلاح والمرتزقة لمليشيا الدعم السريع المتمردة، شأنها شأن عدد من الدول الضالعة في زعزعة إستقرار السودان منذ حرب الخامس عشر من أبريل 2023م.
*بيد أن الزيارة المفاجئة للمراقبين، لم تكن مفاجئة لقيادات المخابرات السودانية وذلك لأنهم كانوا يقودون حواراً مع نظرائهم في بانغي وواضح أن هذه الزيارة ثمرة من مخرجات تواصل وحوار وتبادل معلومات.
*الملاحظ أنه لم يبد السودان موقفاً عدائياً تجاه أفريقيا الوسطى ولم يتم الطرق الإعلامي كثيراً على الدعم الذي يصل إلى المليشيا عبرها ولم يتم تقديم شكوى ضدها في المنظمات الدولية والإقليمية كما حدث في حالة دويلة الأمارات المحرك الأساسي للمليشيا وكذلك تشاد وكينيا ،وهذا يشير إلى أنه كان يجري تواصل ما خلف الأبواب المغلقة.
*الزيارة التي تحدث الإعلام عن أنها تطرقت لعلاقات البلدين وسبل دعمها وتطويرها، اللغة المعتادة في حالات العلاقات الطبيعية والزيارات الدبلوماسية ،في حقيقتها كانت تتويج لحوار حول أمن وإستقرار الحدود وقفل منافذ الدعم للمليشيا المتمردة، ولم يأتي الجنرال هنري يتأبط رسالة من الرئيس فوستين تواديرا للحديث عن العلاقات التجارية والدبلوماسية هذه زيارة الأمن والحرب والملفات الشائكة.
*أفريقيا الوسطى صحيح تعتبر أقل دول الجوار تورطاً بحسابات الإسناد المباشر للمليشيا ولكنها بصورة أو بأخرى أدخلت أصابعها في نيران الحرب السودانية وهي تخشى الإحتراق بهذه النيران .
*هذا بالإضافة إلى التطورات الميدانية على الأرض وتقهقر وهزيمة مليشيا الدعم السريع المتمردة وتراجعها إلى دارفور وكردفان، في مقابل تقدم القوات المسلحة والقوات المساندة لها إلى الإقليم مايعني أنها ستكون على بوابة أم دافوق في القريب، ولهذه المعطيات تتحسس بانغي أصابعها وأقدامها خشية تدحرج كرة النار نحوها وهي التي تعاني من هشاشة أمنية ومجتمعية وخرجت من حروب مماثلة، ولديها إمتداد لحواضن المليشيا ربما يقود لإشعال حرب هناك تهدد إستقرار النظام والدولة.
*مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل الذي استقبل نظيره الجنرال هنري ونقله إلى مكتب الرئيس البرهان على عجل ليبلغه شفاهة وكتابة موقف بانغي وتحايا فوستين تواديرا ، الجنرال مفضل كان يقوم بهذا العمل منذ فترة بجهد متصل وصبر ومثابرة.
*الشاهد أن الفترة المقبلة ستشهد تحولات كبرى على الصعيد الإقليمي ودول الجوار، ومثلما أن القوات المسلحة والقوات المساندة تمهد لهذه التحولات على الميدان بتضحيات مقدرة ،كذلك جهاز المخابرات العامة يعمل على ترتيب المشهد لصالح السودان بتحركات ماكوكية وخبرات متراكمة وعلاقات واسعة.

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

azzapress.com