خبر ⁄سياسي

احتراق شاحنات إغاثة في شمال دارفور واتهامات متبادلة بين الحكومة والدعم السريع

احتراق شاحنات إغاثة في شمال دارفور واتهامات متبادلة بين الحكومة والدعم السريع

الكومة، 3 يونيو 2025 – تبادلت حكومة شمال دارفور وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، الاتهامات حيال تعرض قافلة إغاثية تتبع لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” لهجوم أدى إلى احتراق عدد من الشاحنات.

وقال المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ”سودان تربيون”، إن مليشيا الدعم السريع أضرمت النار في شاحنات تحمل مواد إغاثية في مدينة الكومة.

وأشار إلى أن الحريق أتى كرد فعل على استهداف الجيش لحشود عسكرية لقوات الدعم السريع، كانت تتواجد في البلدة يوم السبت الماضي.

ونفى خاطر الاتهامات التي وُجهت للجيش السوداني بالتورط في الحادثة، وأضاف: “الجيش ليست لديه أي مصلحة في إحراق الإغاثة واستهداف القوافل الإنسانية، وما جرى هو جريمة نفذتها المليشيا لخنق سكان الفاشر”.

وأفاد بأن الجزء الأكبر من القافلة كان في طريقه إلى مدينة الفاشر، إلا أن قوات الدعم السريع قامت بحجز الشاحنات منذ أكثر من عشرة أيام ومنعتها من المغادرة إلى عاصمة شمال دارفور.

تنديد حكومي

ونددت الحكومة السودانية بالحادثة وعدّتها محاولة متعمدة لقطع الطريق أمام الفرق الإنسانية وتعطيل مهمتها في إيصال المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين.

مساعدات أممية تعرضت للاستهداف في شمال دارفور

وقال بيان عن مكتب المتحدث باسم الحكومة، الثلاثاء، إن الهجمات “الإجرامية” أسفرت عن تدمير عدد من الشاحنات التابعة للأمم المتحدة، ومصرع عدد من الحراس والسائقين والمواطنين، إلى جانب إصابة آخرين من أفراد الحماية المرافقة للقافلة.

وأكدت الحكومة أن الاعتداء يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً مباشراً ومتعمدًا للجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحتاجين والمتأثرين بالحرب.

وأضافت: “الحكومة إذ ترفض هذا المسلك الإجرامي الذي تمارسه الميليشيا، تجدد تأكيدها على تعاونها الكامل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لمواصلة الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات إلى مواطنيها في المناطق التي تحاصرها الميليشيا” – وفقاً لنص البيان.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي في 14 مايو المنصرم عن تحرك قافلة تابعة له من منطقة الدبة بالولاية الشمالية إلى الفاشر، محملة بإمدادات غذائية وتغذوية.

وشدد البرنامج وقتها على أن المساعدات يجب أن تصل بأمان، لكونها تمثل احتياجات حيوية للأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة.

اتهام الجيش

إلى ذلك، اتهم بيان أصدرته الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية “سارهو”- الذراع الإنساني لقوات الدعم السريع- الطيران الحربي التابع للجيش السوداني باستهداف قافلة إغاثية في مدينة الكومة.

وأسفر الهجوم، حسب الإحصائيات الأولية التي أوردتها قوات الدعم السريع، عن مقتل خمسة موظفين من برنامج الغذاء العالمي، وإصابة أربعة آخرين، وتدمير تسع شاحنات.

وأوضح البيان أن الاعتداء يُعد امتدادًا لانتهاكات جسيمة ومنهجية تستهدف بشكل مباشر العاملين في المجال الإنساني ووسائل إيصال المساعدات، وهو ما عُد خرقاً سافراً لأحكام القانون الدولي الإنساني ومبادئ الحياد والاستقلال وعدم التحيز التي يقوم عليها العمل الإنساني.

وحذر من أن استمرار استهداف القوافل والفرق الإغاثية سيؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية، ويُعرّض ملايين المحتاجين لخطر المجاعة والمرض والعزلة القسرية عن الخدمات الأساسية.

نهب وتضليل

شاحنة اغاثة بعد استهدافها في الكومة

من جهته، اتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الدعم السريع باستهداف القافلة الإنسانية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، وأفاد أن الحادثة وقعت بعد رفض مسؤولي القافلة تغيير اتجاهها أو إنزال الإغاثة، وتمسكه بوجهة القافلة إلى الفاشر.

وقال مناوي في منشور على فيسبوك: “إثر ذلك قُتل عدد من عمال الإغاثة، وشرعت المليشيا في عملية النهب وتفريغ الشاحنات التي نجت من الحريق، مستغلة ضربات الجيش لقواتهم هناك لإيهام العالم أن الجيش قصف القافلة”.

ورأى أن هذه الحادثة “الإرهابية المرفوضة والمدانة” تؤكد أن “المليشيا” تنتهج الإبادة الجماعية بشتى الطرق.

وتابع: “القافلة قطعت آلاف الكيلومترات لإنقاذ سكان الفاشر المحاصرين لأكثر من عام، واستبقت ذلك باستهداف مخازن برنامج الغذاء العالمي قبل أيام في الفاشر؛ حتى لا تجد مواقع لتخزين المواد”.

واتهم مناوي بعض موظفي برنامج الغذاء بالعمل مع دولة راعية للمليشيا بغرض تعطيل الإغاثة، مشيرًا إلى أنه سبق وتم طردهم من السودان، والآن يعملون في ملف السودان من نيروبي ومن الداخل.

ولم يتسنَّ لـ”سودان تربيون” الحصول على تعليق فوري من قبل برنامج الغذاء العالمي حول الحادثة.

لكن متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف)، قالت لوكالة “رويترز”، الثلاثاء، إن قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تنقل مساعدات غذائية إلى الفاشر تعرّضت لهجوم الليلة الماضية. وأضافت أن التقارير الأولية تشير إلى “سقوط عدد من الضحايا”.

وقالت المتحدثة: “تلقينا معلومات عن تعرض قافلة شاحنات تابعة لـ(برنامج الأغذية العالمي) و(يونيسف) لهجوم الليلة الماضية، خلال توقفها في الكومة بشمال دارفور في انتظار الحصول على موافقة للتوجه إلى الفاشر”. ولم تتهم أحداً بالمسؤولية عن الهجوم.

ويسعى برنامج الغذاء العالمي لإيصال مواد غذائية وعلاجية لسكان مدينة الفاشر التي تتعرض لحصار خانق من قبل الدعم السريع منذ أبريل 2024.

وأدى الحصار واستمرار الاشتباكات المسلحة داخل عاصمة شمال دارفور إلى خلق أزمة إنسانية كبيرة جراء انعدام السلع الغذائية والدوائية.

sudantribune.net