هل ينتمي المصري المتهم بهجوم كولورادو إلى تنظيم إرهابي

ما زالت التكهنات تحيط بالمصري محمد صبري سليمان، المشتبه به في الهجوم الذي شهدته منطقة بولدر في ولاية كولورادو الأميركية هذا الأسبوع على مسيرة لدعم الرهائن الإسرائيليين في غزة، خصوصاً ما إذا كان ينتمي إلى تنظيم «إرهابي».
وعززت الفرضية مقطع فيديو تداولته إحدى الصفحات المروجة للتنظيمات الإرهابية، يتضمن «وصية من سليمان قبل تنفيذه الهجوم»، إلى جانب «تأييده لجماعة الإخوان المسلمين» المحظورة في مصر، على حسابه على موقع «فيسبوك».
وألقى سليمان (45 عاماً) زجاجات حارقة (قنابل مولوتوف) على مشاركين في مسيرة لدعم الرهائن الإسرائيليين، الأحد الماضي، ما تسبب في إصابة 12 شخصاً، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وأخذ يهتف في أثناء تنفيذ الهجوم «الحرية لفلسطين»، وأخبر سلطات التحقيق بعد توقيفه أنه «أراد قتل جميع الصهاينة، وتمنى لو كانوا جميعاً أمواتاً».
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن المشتبه به سيتلقى «أقصى عقوبة يسمح بها القانون»، وأضاف في منشور على منصة التواصل أن «الهجوم لن يتم التسامح معه»، واعتبره «مثالاً آخر على وجوب الحفاظ على أمن بلاده، وترحيل المتطرفين المعادين لها، الموجودين بشكل غير قانوني».
وبعد الكشف عن هوية المشتبه به في تنفيذ الهجوم، ثارت التساؤلات حوله، وحول ما إذا كان يتبع تنظيماً بعينه. وقد أشارت مذكرة اعتقاله بولاية كولورادو إلى أنه ولد في مصر، وعاش في الكويت لمدة 17 عاماً، قبل أن ينتقل إلى الولاية.
وحسب شبكة «سي إن إن»، فإن سليمان حاول القدوم إلى الولايات المتحدة، لأول مرة في عام 2005، لكن السلطات رفضت منحه التأشيرة، غير أنه دخل الولايات المتحدة، في أغسطس (آب) 2022، كزائر غير مهاجر؛ وفي 2023 حصل على تصريح عمل لمدة عامين، انتهى في مارس (آذار) الماضي.
وذكرت شركة «فروس هيلث» للرعاية الصحية، في بيان، أنه كان موظفاً لديها ابتداءً من مايو (أيار) 2023، لكنه غادرها بعد 3 أشهر. وكان يعمل أيضاً سائقاً بشركة «أوبر»، وفقاً للشركة التي أشارت إلى ضرورة اجتياز جميع السائقين فحصاً جنائياً، إلى جانب فحص سجل القيادة، وامتلاك رقم ضمان اجتماعي ساري المفعول.
في الوقت نفسه، أظهرت صفحة خاصة للمشتبه به على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تأييده جماعة «الإخوان» في مصر، حيث تضمن الحساب صوراً للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وتضمن كذلك منشورات داعمة لاحتجاجات الإخوان، بعد عزل مرسي.
وبحسب الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، فإن تلك المنشورات «لا تعني أنه كان عضواً تنظيمياً في جماعة الإخوان»، وإنما فقط تشير إلى أنه «كان من المتعاطفين مع التنظيم».
غير أن فرغلي رجَّح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» انتماء سليمان إلى «أحد التنظيمات الإرهابية»، وقال: «أحد التنظيمات نشرت، الثلاثاء، مقطعاً مصوراً لمنفذ هجوم كولورادو يلقي فيه وصيته».
ويعتقد الباحث المصري أن سليمان «تم توظيفه من تنظيم مثل (القاعدة)، لتنفيذ هجومه، من منطلق دعم غزة»، وقال: «هناك تنظيمات تستغل العدوان على الفلسطينيين لتنفيذ عمليات مسلحة كما حدث في كولورادو»، ودلل على ذلك بـ«اعترافات منفذ الهجوم بأنه كان يخطط للهجوم دعماً لفلسطين».
وخلال التحقيقات، أبلغ سليمان السلطات أنه خطط لمدة عام كامل لتنفيذ الاعتداء العنيف مدفوعاً بغضبه الشديد تجاه إسرائيل وكراهيته «للصهاينة»، وقال إن ما منعه من الاعتداء مبكراً هو انتظار تخرج ابنته في المدرسة الثانوية.
في المقابل، لا يرى الخبير الأمني المصري في مكافحة الإرهاب، حاتم صابر، أن يكون هجوم كولورادو «عملية ممنهجة ومخططاً لها من تنظيم إرهابي»، وقال: «تنفيذ الحادث قد يشير إلى رد فعل فردي على الأحداث في غزة، أو عودة لاستخدام (الذئاب المنفردة)، لتنفيذ عمليات مسلحة، من بعض التنظيمات».
وأوضح صابر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «سليمان استخدم أدوات بدائية في تنفيذ الهجوم، لا تعكس تدريباً لدى تنظيم من التنظيمات الإرهابية».
وكان المشتبه به قد أشار في التحقيقات إلى أنه «تعلم كيفية صنع القنابل الحارقة من موقع يوتيوب».
aawsat.com