حنين معلق

حنينٌ مُعلّق
راني السماني
لا أملِكُ جَناحاً
لكنّني، كُلَّ صباحٍ،
أُوقِظُ الغُيومَ من نَومِها..
أزرعُ شمساً على راحتَيّ،
وأُربّي العصافيرَ في مُقلَتَيّ..
تكبَرُ.. تُكابِر،
وتُغنّي للمواقفِ في شارعِ الثورةِ العريض،
تبني أعشاشَها في تجاويفِ قلبي،
ولا تسألُ عن سماءٍ.. أو حدود..
أنا ابنُ الرّيح،
صاحَبتُ الظلالَ، ولم أنحرف،
فارتفعتُ على كتفِ عاصفةٍ
لأُراقِبَ الضوءَ
وهو يتعلّمُ هجاءَ ملامحي.
فرسَمَ لي الحنينُ نَبضاً
يُشبهُ بُيوتَ الطّين،
حين تشتاقُ للمطر،
ويجيئُها بَرّاق..
ومن نفسِ البابِ، يَطلع خبر..
ولي صمتٌ..
يسكُنُه جَرَسُ القصائد،
في دُموعِ المُعزّين..
لا أملِكُ خنجراً.. ولا جَناحاً،
لكنّني أُتقنُ السقوطَ بكرامة،
وأُحسنُ التّحليق،
كنُقطةِ ضوءٍ في البعيد..
أعرِفُ..
أنّ الأرضَ لا تُنصِفُ المُرهقين،
لكنّني أُواصِلُ النشيد،
ولو من قعرِ خندق..
آهـ .. يا صديقي،
حين يُقال لي: “كُن مثلهم!”
أبتسم، وتضحكُ رؤايَ أكثر،
لا لأنني أُوافق،
بل لأنني وُلدتُ بلا جِلدٍ
يُفرَشُ للعبور.
فأنا لا أُشبهُ الإسفلت،
ولا أستريحُ على أرصفةِ الطاعة،
ولا أنحني على عتباتِ القصور..
أنا صدى لذاتٍ تأبَى الضجيج،
وتتنفّسُ نُدرةَ الحياة..
أنا..
مَزاميرُ روحٍ
في زمنِ الخساراتِ الكبيرة..
أنا..
حنينٌ مُعلّق،
بين قافيةٍ وحريق،
وصوتُ شهيدٍ
يُدَندِنُ في دمي،
يَرفُضُ أن يُسكِتَه
قَيدُ السّماء.
أنا….
31 مايو 2025
altaghyeer.info