خبر ⁄سياسي

أطباء بلا حدود: غياب الحماية والمساعدات يفاقمان معاناة المدنيين في جنوب دارفور

أطباء بلا حدود: غياب الحماية والمساعدات يفاقمان معاناة المدنيين في جنوب دارفور

جنوب دارفور: 5 يونيو 2025: راديو دبنقا

كشفت منظمة “أطباء بلا حدود” في تقرير جديد بعنوان “أصوات من جنوب دارفور” عن تفاقم معاناة المدنيين في الولاية، في ظل العنف المستمر، وانهيار الخدمات الأساسية، ونقص الحماية والمساعدات الإنسانية.

ويسلط التقرير الضوء على شهادات مؤثرة من السكان المحليين، توثق حجم المعاناة والانتهاكات التي طالت المجتمعات، إلى جانب الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي، وتقصير الاستجابة الدولية. وقال أوزان أغباس، مدير الطوارئ في المنظمة بالسودان: “تعكس أصوات الناس وقصصهم حجم القسوة والانتهاكات، لكنها تُظهر أيضاً قدرة لافتة على التحمل وروح التضامن”، مضيفاً أن انهيار الحماية المدنية واستمرار نقص المساعدات “يتطلبان تحركاً عاجلاً وإصغاءً لصوت الناس”.

ويورد التقرير مشاهد من الحياة اليومية، حيث تروي سيدة نازحة في مخيم السلام: “إذا وجدتُ شيئاً نأكله، وإن لم أجد، لا نأكل. هذه هي حياتي”. وفي مدينة نيالا، عبّرت امرأة عن خيبة الأمل من أداء المنظمات الدولية قائلة: “سمعنا أنهم يساعدون الناس، لكنهم لم يجلبوا لنا شيئاً قط”.

ورغم بعض المؤشرات على تحسن نسبي، حيث بدأت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بإيصال المساعدات تدريجياً، لا تزال الاستجابة محدودة وغير كافية بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع النزاع، في ظل غياب فعلي للجهات الدولية الفاعلة على الأرض.

وفي مقابل هذا الغياب، برزت مبادرات محلية تقودها المجتمعات نفسها، من خلال تقاسم الموارد، وتنظيم جهود لإزالة الأنقاض، وشراء الأدوية، ومواصلة التعليم رغم غياب الرواتب. وقد دعمت “أطباء بلا حدود” هذه الجهود عبر توفير الغذاء لأكثر من 6,000 عائلة، ودعم المطابخ المجتمعية، وتأهيل المرافق الصحية، وتوفير المياه.

وأكد أغباس أن المنظمات المحلية تملك القدرة والخبرة اللازمة لتقديم الخدمات، مشدداً على أن “تزويدها بالتمويل والإمدادات والصلاحيات يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً في إنقاذ الأرواح“.

ويستند التقرير إلى بيانات طبية وشهادات جمعتها المنظمة بين يناير 2024 ومارس 2025، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والوفاء بالتزاماته الإنسانية تجاه المدنيين في جنوب دارفور.

dabangasudan.org