الجيش السوداني يتهم الدعم السريع وقوات حفتر بالهجوم على الحدود الثلاثية

الخرطوم، 10 يونيو 2025 – اتهم الجيش السوداني، الثلاثاء، قوات الدعم السريع، المسنودة بقوات تابعة للجنرال الليبي خليفة حفتر، بالهجوم على نقاط في الحدود الثلاثية التي تجمع السودان ومصر وليبيا، فيما نددت وزارة الخارجية بالهجوم الذي قالت إن الامارات تدعمه وشددت على إن السودان يحتفظ بحقه المشروع في الدفاع عن أراضيه.
وفي 6 يونيو الجاري، توغلت عناصر من كتيبة “سُبل السلام” السلفية، التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، لمسافة ثلاث كيلومترات داخل الأراضي السودانية، وهو ما دفع قوة تتبع للحركات المساندة للجيش للاشتباك مع المجموعة الليبية بالقرب من جبل “العوينات”، ما أسفر عن مقتل عنصرين وأسر اثنين آخرين من كتيبة سبل السلام، والاستيلاء على سيارات قتالية. أعقب ذلك وصول مجموعة أخرى من مدينة الكفرة شرق ليبيا، هاجمت موقعًا للحركات المسلحة، ما تسبب في وقوع خسائر وسط الجانب السوداني.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم الجيش السوداني، تلقته “سودان تربيون”، إنه “في بادرة مستهجنة وغير مسبوقة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي، هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو الإرهابية، المسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية (كتيبة السلفية)، نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، بغرض الاستيلاء على المنطقة”.
وأوضح أن التدخل المباشر لقوات خليفة حفتر إلى جانب المليشيا في هذه الحرب، يُعد تعديًا سافرًا على السودان وأرضه وشعبه، وامتدادًا للمؤامرة الدولية والإقليمية على السودان، تحت سمع وبصر العالم ومنظماته الدولية والإقليمية.
وتابع: “إن السودان، شعبًا وجيشًا، سيتصدى بقوة لهذا العدوان السافر، وسندافع عن بلادنا وسيادتها الوطنية، مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في المنطقة”.
وبثت منصات تابعة للدعم السريع مقاطع فيديو أظهرت سيطرة جنودها على موقع عسكري تابع للجيش السوداني بالقرب من المثلث التابع للولاية الشمالية.
تهديد خطير
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الهجوم على المثلث الحدودي على يد عناصر الدعم السريع بمشاركة القوات التابعة لخليفة حفتر بالاعتداء السافر على سيادة السودان، كما عدته تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي.
وشددت على أن السودان يحتفظ بحقه المشروع كاملًا في القيام بما يتطلبه الدفاع عن سيادته وحدوده وأمنه وسلامة مواطنيه.
وقالت في بيان إن تدخل قوات حفتر في القتال المباشر إلى جانب “الميليشيا الإرهابية”، داخل الحدود السودانية، يمثل تصعيدًا خطيرًا للعدوان الخارجي على السودان الذي يرعاه نظام أبوظبي ، وفقا للبيان.
وأضافت: “ظلت حدود السودان مع ليبيا معبرًا رئيسيًا للأسلحة والمرتزقة لدعم الميليشيا الإرهابية، بتمويل الإمارات وبتنسيق من قوات حفتر والجماعات الإرهابية التابعة لها”.
ورأت الخارجية أن تراخي مجلس الأمن والقوى الغربية حيال تلك التدخلات المكشوفة والموثقة هو الذي شجع الإمارات وتوابعها في المنطقة على الانتقال للمشاركة الفعلية في القتال.
ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية إلى إدانة هذا الاعتداء والتعامل بجدية وحزم مع هذا التهديد الخطير لسيادة ووحدة السودان والأمن والاستقرار الإقليميين، كما طالبت باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي له وردع المعتدين.
ويتهم الجنرال خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا المحاذي للسودان، بتسهيل إيصال المساعدات العسكرية لقوات الدعم السريع، كما تلاحقه اتهامات باستضافة هذه القوات في قواعده، من بينها قاعدة “معطن السارة”، التي حولتها قوات الدعم السريع إلى مركز تدريب وتجميع للإمدادات القادمة من الإمارات العربية المتحدة.
وسبق أن شهدت المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا وتشاد معارك عنيفة بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، حيث تسعى الأطراف إلى فرض سيطرتها على المنطقة الاستراتيجية، من أجل تأمين الإمداد أو قطعه.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، دفع الجيش السوداني بتعزيزات عسكرية تمركزت في مناطق بالصحراء الكبرى، في المقابل، حققت قوات الدعم السريع مؤخرًا تقدمًا ملحوظًا في المنطقة الصحراوية، بسيطرتها على بلدة المالحة التابعة لولاية شمال دارفور، ومنطقة الراهب القريبة من الولاية الشمالية.
sudantribune.net