بدرالدين خلف الله يكتب: لماذا يدفع اللاجئ السوداني في أوغندا 250 دولارًا مقابل الحصول على جواز سفر؟

أوغندا بالعربي-متابعات
كصحفي تابعت عن كثب جهود السفارة السودانية في أوغندا منذ اندلاع الحرب في السودان، وبداية تدفق السودانيين نحو الأراضي الأوغندية. وقد بدأت السفارة آنذاك بتوفيق أوضاع السودانيين، لا سيما الطلاب، والأكاديميين، وأصحاب المهن المختلفة، وسعت إلى دمجهم في المجتمع المهني والاستفادة من خبراتهم الكبيرة. كما عملت على تسهيل أوضاع المسافرين من أوغندا إلى خارجها.
لكن اليوم، تنسف السفارة السودانية تلك الجهود وتضرب بها عرض الحائط. إذ من غير المعقول أن يُطلب من اللاجئ السوداني في أوغندا دفع 250 دولارًا – ما يعادل مليون شلن أوغندي، أي ما يعادل راتب ثلاثة أشهر لمن يملك عملاً هناك، ناهيك عن لاجئ لا يملك قوت يومه!
هذا بالنسبة للفرد الواحد، فكيف بالأسر التي تحتاج إلى أرقام وطنية وجوازات سفر لعدد من أفرادها؟ بعض الأسر تضم أربعة أفراد أو أكثر، وقد يتجاوز المبلغ المطلوب حاجز الألف دولار. من أين لها بهذه المبالغ؟!
ألا تُقدّر السفارة السودانية، أو وزارة الداخلية، ظروف هؤلاء اللاجئين؟ هل تحتاج إلى من يخبرها بأحوالهم؟
كثير من اللاجئين عبروا، في جلسات غير رسمية، عن عجزهم التام عن دفع رسوم استخراج أو تجديد جواز سفر واحد، ناهيك عن تكاليف إصدار وثائق لبقية أفراد الأسرة.
هل تدرك السفارة السودانية أوضاع اللاجئين السودانيين في كمبالا وضواحيها؟
هل تعلم شيئًا عن أحوالهم في مخيمات كرياندونغو؟
هل تتابع ظروف السودانيين الذين يحاولون بدء أعمال تجارية صغيرة في أوغندا؟
إذا كانت السلطات في السودان، ممثلة في وزارة الداخلية وهيئة الجوازات، تجهل تلك الظروف؛ فإن سفارة السودان في أوغندا وسفيرها الموقر أحمد إبراهيم يدركون ذلك جيدًا.
وإذا كان معيار القدرة يُقاس بما أنجزه بعض السودانيين القدامى من تجار ورجال أعمال خلال زيارة وفد الجوازات السابقة، فإن الغالبية العظمى من اللاجئين لا تملك هذا الامتياز ولا تلك الموارد.
لماذا لا تتحول زيارات وفد الجوازات إلى مبادرات إنسانية وخدمية حقيقية؟
لماذا لا تكون هذه الهجرات هجرات خير، تخفف عن السودانيين في هذه الظروف القاسية، بدلاً من أن تُستخدم كوسيلة للربح والكسب على حساب معاناة الناس؟
مشاركة الخبر
ugandainarabic.com