خبر ⁄سياسي

حادث مأساوي يهز الجالية السودانية بالقاهرة.. مصعد الموت يخطف رجل الخير

حادث مأساوي يهز الجالية السودانية بالقاهرة.. مصعد الموت يخطف رجل الخير

متابعات- نبض السودان

في حادث مأساوي هز أوساط الجالية السودانية في مصر، فارق رجل الأعمال المعروف عمر محمد عثمان عبد الرحيم العشي الحياة صباح اليوم الاثنين، 16 يونيو 2025، بعد تعطل مفاجئ للمصعد في البناية التي يقطن فيها بمنطقة فيصل غرب العاصمة المصرية القاهرة.

وقد خيم الحزن على أبناء الجالية السودانية، الذين نَعَوا الفقيد بكلمات مؤثرة، مستحضرين مسيرته في العمل الطوعي ومواقفه الإنسانية التي جسدت روح التضامن والكرم، خاصة بعد اندلاع الحرب في السودان عام 2023.

نعي واسع على “فيسبوك”: رجل البر والخير والقلوب المفتوحة

تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما منصة “فيسبوك”، عبارات النعي والتأبين للراحل الذي كان مثالًا في الكرم والتواضع وحب الخير. حيث كتب الدكتور ياسر ميرغني، رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك، عبر حسابه:
“ودّع الدنيا الفانية اليوم بجمهورية مصر العربية (القاهرة) العم والجار العزيز عمر محمد عثمان عبد الرحيم (عمر العشي)، الرجل الذي وهب نفسه للعمل الطوعي وخدمة الناس، وخلق له محبة كبيرة وعشم عند الجميع بسبب بساطته وتواضعه الجم”.

وأشار ميرغني إلى أن الراحل كان حاضرًا في كل المناسبات، مشغولًا دائمًا بقضايا السودانيين في مصر، وفتح أبواب منزله في “نمرة 2” بالخرطوم، ثم في كعابيش فيصل بالقاهرة، لكل من احتاج دعمًا أو مأوى أو مجرد فطور جمعة دافئ.

مبادرة إنسانية لا تُنسى… وسيرة محفورة في ذاكرة السودانيين

وكتب الأستاذ عمر صديق ناعيًا العشي بكلمات مؤثرة قال فيها:
“انتقل إلى رحمة مولاه فجر اليوم بمدينة الفيصل بالعاصمة المصرية، رجل الأعمال والبر والإحسان، صاحب المبادرات الإنسانية، ونجم المجتمع والثقافة والظرافة، وفاكهة المجالس واللمات الخرطومية، السيد عمر عبد الرحيم العشي، بعد أن وافته المنية بصورة مفاجئة ومؤلمة إثر حادث مأساوي نجم عن تعطل الأسانسير”.

فيصل… ملاذ السودانيين وقلب الجالية النابض

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، اتجهت أعداد كبيرة من السودانيين إلى القاهرة هربًا من لهيب المعارك، فكانت منطقة فيصل من أولى المحطات التي احتضنت العائلات السودانية، وكانت شققها تضج بحكايات التهجير والبدء من جديد.

في هذه البيئة الصعبة، كان عمر العشي صوتًا للطمأنينة ويدًا حانية لكل من طرق بابه. لم يكن مجرد رجل أعمال، بل كان رمزًا للكرم السوداني الأصيل، فكان بيته عنوانًا للفطور الجماعي واللمة السودانية الأسبوعية، وكان في كل لحظة يُسخّر علاقاته وخبرته لدعم اللاجئين والمحتاجين.

تعطل المصعد… تفاصيل اللحظة المفجعة

ووفق ما تم تداوله من مقربين وأصدقاء الراحل، فإن الحادث وقع نتيجة تعطل المصعد فجأة في البناية التي يسكن بها في كعابيش فيصل، ما أدى إلى وفاته في الحال، في حادث وُصف بـ”المأساوي”، وسط صدمة بالغة من جميع أفراد الجالية السودانية هناك.

عزاء مفتوح في القاهرة… وقلوب سودانية دامعة

تحولت شقة الراحل في فيصل إلى مزار للعزاء، حيث توافدت الجالية السودانية بأعداد كبيرة، لا لتقديم التعازي فحسب، بل لاسترجاع الذكريات التي ربطتهم بهذا الرجل الذي أصبح اسمه مرتبطًا بالعطاء، والابتسامة، والظرف السوداني الذي لا يفتر في المجالس.

ومن المتوقع أن يتم الترتيب لدفن الراحل داخل مصر، مع إقامة مجلس عزاء رسمي تنظمه الجالية السودانية خلال الأيام المقبلة.

 

nabdsudan.net