كاتب إسرائيلي: نتنياهو يعول على ترامب لإنهاء الحرب

قال الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون إن النشوة التي سادت خلال الساعات الأولى داخل إسرائيل بعد الهجوم على إيران بدأت تفسح المجال لفهم أكثر واقعية وتعقيدا للوضع الحالي، مبرزا أن تل أبيب تعول على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بأي شكل ممكن.
وأضاف في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل صدمت إيران، وفاجأتها، وتسببت في أضرار كبيرة لجيشها واقتصادها وأجزاء من برنامجها النووي، كما أن سلاح الجو الإسرائيلي فرض سيطرة شبه تامة على الأجواء الإيرانية بطريقة غير مسبوقة.
لكن في المقابل -يتابع الكاتب- فإن الصواريخ الباليستية الإيرانية ألحقت أضرارا غير مسبوقة في مناطق مختلفة من إسرائيل، وأكدت للإسرائيليين أن هذه ستكون حربا مؤلمة، وليست مجرد سلسلة هجمات ناجحة على أراض معادية.
وتابع أن إسرائيل لا تمتلك بالضرورة القوة الكافية لتدمير كل جزء من البرنامج النووي الإيراني، كما أن قدرة سلاح الجو على مواصلة حملة القصف المكثف بهذا البُعد عن الحدود الإسرائيلية لها حدود أيضا، يوضح تيبون.
ماذا سيفعل ترامب؟
ويزيد أن هذا الوضع يدفع الجميع لطرح سؤال مهم: هو ماذا سيفعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟
"هل سيستجيب لطلب إسرائيل المعلن ويرسل قاذفات أميركية لاستكمال ما بدأته إسرائيل، أم سيعتبر مشاركة أميركا في الدفاع عن إسرائيل كافية، ويرفض توجيه ضربات داخل الأراضي الإيرانية إلا إذا ارتكبت إيران خطأ كبيرا وهاجمت أهدافا أميركية في الشرق الأوسط؟"، يتساءل تيبون.
ويؤكد الكاتب أن تصريحات ترامب العلنية حتى الآن توحي بأنه أقرب إلى الخيار الثاني، مفضلا دعم إسرائيل لكن دون تورط مباشر في الحرب، مع مواصلة التأكيد على الرغبة في استئناف المفاوضات مع إيران والتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ويتابع أنه من المرجح أن الإيرانيين لا يصدقونه في هذه المرحلة، إذ من الواضح أن ترامب ومبعوثه الخاص ستيفن ويتكوف عملا مع إسرائيل لخداع الإيرانيين، باستخدام المفاوضات ذاتها التي يُعرض الآن استئنافها كوسيلة للتمويه والتضليل.
إعلانأيضا، ومن الناحية السياسية، يواجه ترامب ضغوطا من جناحين متناقضين داخل حزبه، الجناح المتشدد المتحالف مع نتنياهو في الحزب الجمهوري يدفعه للانضمام الفعلي إلى الحرب، بينما يقود الجناح الآخر، الذي يضم شخصيات مثل تاكر كارلسون وستيف بانون، دعوات لـ"ترك الإسرائيليين يقاتلون في حربهم بأنفسهم"، يشرح الكاتب تيبون.
الدعم الأميركي أساسي
ومن دون المساعدة الأميركية -يتابع الكاتب- سيتعين على إسرائيل استخدام قوات برية لتدمير الموقع، وهي مهمة شديدة الخطورة، حتى مقارنة بكل ما قامت به حتى الآن داخل الأراضي الإيرانية.
وقال إن أكبر أمل لدى الجانب الإسرائيلي هو أن يرتكب الإيرانيون خطأ قاتلا ويهاجموا القوات الأميركية.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين قد صرح مؤخرا بأن إسرائيل بحاجة إلى قرار من الرئيس ترامب بمساعدتها في تدمير منشأة فوردو النووية.
وأضاف المتحدث أن إسرائيل وجهت "ضربة قاصمة للإيرانيين، لكن إسقاطهم بالضربة القاضية بيد أميركا وحدها".
كما صرحت هيئة البث الإسرائيلية أمس الأحد أن إسرائيل طلبت رسميا من الولايات المتحدة مساعدتها في تدمير هذه المنشأة النووية الحصينة التي تقع في عمق جبال منطقة فوردو، بعدما قصفت مواقع نووية أخرى.
تزامن ذلك مع تأكيد مسؤول أميركي للجزيرة اليوم الاثنين أن حاملة الطائرات "نيميتز" ومجموعتها الضاربة تتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط.
نيميتز
وأوضح المسؤول الأميركي أن حاملة الطائرات "نيميتز" ستنضم إلى الحاملة فينسون لتعزيز إجراءات الحماية للقوات الأميركية.
وأشار إلى أن حاملة الطائرات نيميتز تغادر منطقة المحيطين الهندي والهادي في مهمة لم تكن معدّة مسبقا، في حين أكد مسؤولان أميركيان -لرويترز- أن "نيميتز" متجهة إلى الشرق الأوسط.
وأضاف المسؤولان أن الجيش الأميركي نقل عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترامب مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وفق رويترز.
وقد نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن اهتمام الإدارة الأميركية يتركز حاليا على حماية قواتها فقط.
aljazeera.net