التحرش بالطالبات .. الملف المسكوت عنه.. (1 ــــ 2)

صب الزيت على النار
تلميذة: غيرت مجالي من العلمي الى الأدبي بسبب تحرش معلم مادة الأحياء
معلم: مجتمع التعليم ما عاد بنفس النزاهة والأخلاق النبيلة
التثقيف الجنسي هل سيكون سبباً في حسم الظاهرة؟
أستاذ ثانوي: معلمون تحرشوا بمعلمات وفراشات داخل المدارس!!
طالبات يغازلن أستاذهن ويقمن بإثارته أثناء الحصص
(90%) من المديرين والمشرفين يغادرون المدرسة قبل إنتهاء اليوم الدراسي
تحقيق: دارالسلام علي
تحت هاشتاق (افضح متحرش) قامت احدى الطالبات بالمرحلة الثانوية باشعال النار على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تفتح اخطر السيناريوهات التي تدور احداثها في قاعات الدرس وساحات المدرسة بعيدا عن انظار الجميع وبعيدا عن انظار ادارة المدرسة التي ربما تغض الطرف احيانا عن ما يحدث من حالات تحرش وابتزاز من قبل بعض المعلمين والطالبات.. تناقش هذه القضية المعقدة والمتشابكة من كافة أبعادها وزاوياها استنطقت ضحاياها الطالبات من خلال هذا التحقيق
(س) التي لم تتجاوز السابعة عشرة بعد ولم يعجبها حال استاذها الذي يجب ان يكون قدوتها في الحياة وهو يتحرش بها داخل حرم المدرسة.
قامت(س) بنشر ما حدث لها من تحرش على صفحتها بموقع فيس بوك ، وسريعا تحول (البوست) الى قضية رأي عام وفتح ملف طال السكوت عنه وكشفت المخفي في قاعات الدرس واثناء الحصص
نفتح ملف تحرش المعلمين بالطلاب والطالبات من خلال هذا التحقيق الذي استنطق اصحاب الوجعة
كلنا (س)
شغلت قضية الطالبة (س)، والتي بدأت شرارتها من ( بوست) عبر موقع فيس بوك بعد ان قامت (الطفلة الجريئة) بنشر ما حدث لها من تحرش داخل مدرستها التي يجب ان تحميها وتحافظ على سلامتها ... (س) البالغة من العمر سبعة عشرة عاما اتهمت مدرسها على فيس بوك تحت منشور حمل هاشتاق ( #افضح_متحرش ) وشرحت فيه ان معلمها للغة الفرنسية بالمدرسة يقوم بالتحرش بها وزميلاتها الا انها لم تقوى على السكوت كثيرا خاصة بعد تكرار فعلته مما دفعها لفضحة على صفحتها الشخصية محولة الموضوع الى قضية رأي عام ، وسريعا قامت ادارة المدرسة بوضعها امام خيارين احلاهما مر وخيرتها بين الاعتذار للمعلم او فصلها واختارت الفتاة الشجاعة الفصل لانها لم تقوى على تحمل الظلم ، الا ان زميلاتها نظمن وقفة تضامنية تحت عنوان (كلنا س) ورفضن الدخول الى فصولهن تضامنا مع زميلتهن ورهن دخولهن للفصول بإلغاء قرار الفصل واستجابت الإدارة لمطالبهن وأعادت (س) الى المدرسة وتم فصل الأستاذ المتحرش مع إعطاء أسرتها كامل الحق لإتخاذ أي إجراء قانوني، وكذلك قامت زميلاتها من ذات المدرسة بتأكيد ماحدث لها وحكين قصصهن مع ذات الأستاذ.. كما اكدت بعض الطالبات الخريجات من نفس المدرسة وهن متزوجات الآن التحرش من قبل الأستاذ نفسه وقلن انه كان يتحرش بهن الا انهن آثرن الصمت خوفا من اشياء كثيرة تحفظن عليها.. لم تقف القضية عند فصل الأستاذ المتحرش وعودة الطالبة المتحرش بها الى قاعات الدرس وتحولت القضية الى موضوع ناقشه الكثيرون على نطاق واسع وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي لأيام عديدة.
الضحايا يتحدثن:
جلست مع عدد من الطالبات بمراحل دراسية مختلفة و(اتونست) معهن عن الموضوع دون ان اوجه سؤالا لأي منهن بالتحرش وبعد نقاش طويل حول الموضوع بدأن في سرد قصصهن وما تعرضن له اثناء الدوام المدرسي من قبل بعض المعلمين سواء أكان تحرشا لفظيا او محاولة للتحرش الجسدي.. قالت احداهن:"ذهبت الى مكتب الأساتذة نهاية الدوام لسؤال استاذ مادة الأحياء عن شيئ كان قد طلبه منا في الحصة ولم اتمكن وقتها من سؤاله وكان المكتب خاليا من الأساتذة في البدء ترددت ولكني حسمت امر دخولي المكتب لثقتي في استاذي، سألته واجابني ومن ثم طلب مني الجلوس لمزيد من الشرح وجلست وبدأ يشرح لي بعض الجوانب وفجأة قام بسؤالي عن شي خاص في جسدي حينها ترددت ولكنه قام بربطها بأمر ما في المادة وبعدها نهض هو من كرسيه واتي قربي كثيرا ووجه لي ذات السؤال وكان شكله مختلفا ومرعبا وقام بلمس جسدي عندها هربت سريعا من المكتب وقلبي يكاد يقفز من بين اضلعي وتصببت عرقا حتى لاحظت زميلاتي عند لحاقي بهن في الترحيل وباغتتني احداهن بسؤال: "ماااالك يا ناهد؟!!".. نظرت اليها ولم اجبها وكأنها كانت تدرك ما حدث لي او انها يمكن ان تكون مرت بذات الموقف ولكنها آثرت الصمت كما فعلت انا، فاصبحت اكره مادة الأحياء حتى انني حولت مجالي الى الادبي بعدها أصبحت اتحاشى مواجهة او النظر لذلك الأستاذ ولكني كنت اغتاظ منه كثيرا".
الكبت الجنسي:
عدد من الأساتذة والطلاب الجامعيين بالمراحل الدراسية المختلفة استطلعتهم حول الموضوع واكدوا ان من الأسباب التي تؤدي الى التحرش بالطالبات تقارب العمر بينهن والمعلم، وكذلك الدروس الخصوصية نسبة لاختلاء المعلم بالطالبات وهذا يعطيه الوقت الكافي لتفحص مفاتن الطالبة وربما يتعمد لمسها ويرمقها بالنظرات التي توحي الى رغبات (جامحة) ومنها تتكون ظاهرة التحرش في مخيلته..
فالمعلم ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺮﺵ ﺑﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻛﺒﺘﺎً ﺟﻨﺴﻴﺎً ﻭﺧﻠﻼً ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺻﺎﻟﺤﺔ فضلا عن ان سكوت بعض الطالبات اللائي تعرضن للتحرش خوفاً من الفضيحة أو ردة فعل الاستاذ مما يتيح للمعلم التمادي في افعاله أحياناً وكذلك ارتداء الطالبات لزي ضيق يظهر تفاصيل جسدهن يغري ويدعو المعلم الذي لا احساس لديه بالمسؤولية والذي يعاني من خلل فكري للتحرش، وﺃﻳﻀﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ المعلم ﺫﺍﺕ الطابع الجنسي ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﺃﻭ ﻋﺮﺽ ﻣﻮﺍﺩ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ الدراسة مثلآ، طرح الاسئلة الصعبة متعمدا من اجل ضرب الطالبات في اماكن حساسة يتلذذ بها المعلم ويستطيع أن يلمس بيده بحجة العقاب والتربية، وعدم وعي الطالبات بظاهرة التحرش سبب رئيس في استفحالها داخل المؤسسات التعليمية وكثرة المعلمين والاساتذة الذكور في مدارس الإناث يعد سبباً للتحرش داخل المدارس، فضلا عن أن ثقافتنا الذكورية في المجتمع ﺗﻐﺮس ﻓﻲ ﺍﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﻻ ﺣﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ كنموذج سيئ للمبررات ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺷﻴﻦ، وكذلك ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻗوانين رادعة وصارمة يعاقب بها المعلم المتحرش وغياب وضعف دور ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ والأخلاقي.
غياب التربية:
استاذ باحدى المدارس الثانوية الخاصة للبنات فضل حجب اسمه قال ان على وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج طباعة مادة او كتاب تثقيفي للحد من الظاهرة يتم تدريسه في المدرسة لنشر الوعي وتثقيف الطلاب والطالبات وتمليكهم المعلومات الكافية لمقاومة هذه الظاهرة وقيام ندوات للتوعية والارشاد ونشر الأخلاق الحميدة ومحاربة العادات السالبة ، فالتحرش ليس مقتصرا فقط على الطالبات بل هناك اساتذة ايضا ًيتحرشون بالمعلمات داخل مكاتب العمل، ومجتمع التربية والتعليم ماعاد بنفس النزاهة والأخلاق النبيلة التي كانت، فمثلا المدارس الخاصة لا تعاقب المعلم ولا يمتلك المعلم حتى عقد عمل معها فهي تعتمد على حصة اليوم او التعاقد مع المعلم بعدد الحصص فقط فهو لا ينتمي فعليا للمدرسة، وهنالك عدد من الحالات ولكن معظمها عبارة عن علاقات عاطفية وليس تحرشا، فكثير جدا من المعلمين يتزوجون بطالباتهم وقبل الزواج ينشأ بينهم نوع من الود ولكن هذا لا ينفي وجود حالات تحرش وغالبها تحرش لفظي فهناك بعض الطالبات يقمن بمغازلة المعلم واثارة اعجابه، وبعض المدارس الخاصة لا تهتم بوضع لوائح للطالب حتى لاتفقده باعتبارها رأس مال لها ولا تحرص على العقاب الصارم في حالة ارتكاب الخطأ من قبل الطلاب وتهمل جانب التربية والأخلاق ولكن التحرش لم يتخطى كونه حالات فردية فقط في بعض المدارس وقد يعود هذا بسبب دخول (كل من هب ودب) لمجال التعليم من خريجي الكليات الاخرى فليس كل المعلمين خرجي كليات التربية وبعض المدارس تشترط فقط اجادة المعلم تدريس المادة (اداء واجب فقط) بغض النظر عن اي شي آخر، واخشى بذلك ان يتدنى المستوى الأخلاقي بمجال التعليم بسبب اهمال جانب التربية في كثير من المدارس خاصة الثانوية التي يصعب السيطرة على التلاميذ فالتحرش يوجد في المدارس الخاصة أكثر من الحكومية لان الطالب يجد بعض التدليل والحرية فضلا عن ان هنالك بعدا تاما عن الجانب التربوي داخل المدارس، فيجب ان يكون المعلم على علم باخلاقيات المهنة وان يؤدي القسم على ذلك وان يتعامل مع التلاميذ كابنائه حتى لا تحدث مثل هذه التجاوزات، فالمدارس الخاصة تقبل كل الطلاب حتى الذين تركوا الدراسة لفترة طويلة يمكن ان يعودوا للدراسة وذلك قد يؤثر على بقية الطلاب.. وايضا استيعاب الخريجين حديثي التجربة وصغار العمر وعدم احترام الاستاذ من قبل التلاميذ كما يحدث في كثير من المدارس.. لذلك على وزارة التربية و التعليم تشديد الضوابط على المدارس والزامها بضرورة وضع حد للتعامل بين الطالب والمعلم.
الزيت والنار:
الخبير التربوي د.(امجد فتحي) استبعد حدوث الظاهرة واستنكرها وانها غريبة لكونها توجد في مؤسسة تعليمية تربوية وقال: "ان وجدت يفترض حسمها بصورة جذرية من قبل ادارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم ويتم فصل المعلم وايقافه عن ممارسة المهنة.. وقال الى الآن في اطار كل المؤسسات التي عملت فيها لم تمر علينا ولكن قد تحدث بشكل فردي في بعض المدارس، ولكن السؤال هل هي موجودة في المدارس الحكومية ام الخاصة وكم نسبتها؟، واذا وجدت في المدارس الحكومية فهي كارثة لان من شروط تعيين المعلم حسن السير والسلوك وكذلك المتابعة، اما ان وجدت في المدارس الخاصة يعني ذلك ان هناك عشوائية في تعيين المعلم.. ولحسم الظاهرة على وزارة التربية والتعليم وضع اسس و ضوابط رادعة لانها اذا لم تحسم سوف تتطور، وكذلك يجب البحث عن اسباب تعيين الاستاذ وهل هي اول بادرة له ، ولكن المؤسف في الأمر انه لا يوجد اسس في تعيين الاستاذ في المدارس الخاصة وبعض الاساتذة طلاب لم يكملوا تعليمهم الجامعي ويتم اختيارهم وفق امكانية تدريس المادة فقط، وكذلك غياب الموجهين والمشرفين على المدارس الخاصة فيجب تفعيل هذا الدور الكبير للموجهين داخل المدارس الخاصة لكشف مايحدث هناك من مخالفات، وايضا غياب المشرف داخل المدرسة يعطي المعلم فرصة للتحرش بالطالب ويجب التشديد على التزام المدارس بالدوام وعلى المشرفين والادارة عدم الخروج من المدرسة الا بعد التأكد من خروج كافة الطلاب والاساتذة وعدم السماح للمجموعات نهاية الدوام المدرسي، حيث إن (90%) من ادارات المدارس تخرج قبل انتهاء اليوم الدراسي وخروج كافة الطلاب من الفصول ، ومن الاجراءات الاحترازية التي يجب على وزارة التربية والتعليم التدقيق فيها تعيين الأساتذة في المدارس الخاصة والتشدد على جانب الأخلاق وحسن السير والسلوك وتفعيل مشروع بطاقة ممارسة المهنة التي بعد ان تم العمل في تنفيذها توقفت لأسباب مجهولة رغم انها يمكن ان تحسم كثيرا من الفوضى والعشوائية في جانب تعيين الأساتذة وعمل بعض المدارس بالذات الخاصة، ففي السابق كان يمنع تدريس استاذ في مدارس البنات الا اذا كان عمره خمسين عاما واعتقد انه موجود في بعض المدارس الحكومية نسبيا الآن ولكن في المدارس الخاصة ليس هناك شروط محددة ويمكن لشاب ان يدرس في مدارس بنات وهذا بمثابة (صب الزيت على النار) لتقارب السن، واشدد على دور المشرف وادارة المدرسة في حسم الوجود بعد انتهاء اليوم الدراسي سواء للطلاب او الأساتذه".