تحليل اخباري ⁄اجتماعي

مواصلات الخرطوم .. ابرز معضلات حكومة حمدوك

مواصلات الخرطوم .. ابرز معضلات حكومة حمدوك

 

تقرير : القسم الاجتماعي

 - هتف عشرات من الشباب في السوق الشعبي الخرطوم بشعارات تعبرعن رفضهم القاطع للحلول الجزئية عن أزمة المواصلات في الخرطوم " غشونا بالقطار، وخدعونا بمحاسبة الكيزان ومشونا علي الأقدام.
وكان رئيس مجلس الوزراء المفوض عمر مانيس اصدر قراراً قضي بإنزال سيارات الوزارات والمؤسسات والوحدات الحكومية السودانية لتعمل على نقل المواطنين أثناء ساعات العمل الرسمية، وبعد نهاية الدوام اليومي وفي العطلات الرسمية وأن تشارك القوات النظامية في ترحيل المواطنين مجاناً
ويأتي القرار امتدادا لخطوة قائد الدعم السريع عضو مجلس السيادة محمد حمدان "حميدتي" حين وجه منسوبي قواته بنقل المواطنين بسيارات القوات، لكنه علقها تحت ضغط سيل اتهامات بالرغبة في تحسين صورة "الدعم السريع" والسعي لتحقيق أهداف سياسية ولن تحل ضائقة المواصلات بالعاصمة.
وقالت امرأة طاعنة في استطلاع صحفي الحال يغني عن السؤال والمشهد تراجيدي  لمعاناة آلالاف المواطنين في أنتظار المواصلات العامة تقلهم من محطات وسط الخرطوم في (جاكسون ،الأستاد وشروني)ومن وسط أمدرمان (الشهداء، المحطة الوسطي، السوق الشعبي امدرمان) ومن وسط الخرطوم بحري(المحطة الوسطي ،المؤسسة ،الكيلو) إلي أحيائهم ومساكنهم بعد يوم طويل من العمل يحكي عن عجز الحكومة لحل مشكلة المواصلات . 
قالت وهي تحكي عن معاناتها اليومي" يا ولدي هسع ناس الحرية والتغيير ديل شبكونا كلام في كلام، نفكك دولة الكيزان ونحاكم المجرمين، ونسوا حل مشاكلنا الاساسية المتمثلة في  "قفة الملاح ، المواصلات، الادوية المنقذة للحياة" الاسر تسابق الليل بالنهار لتوصل اولادها إلي المدارس الناس بموت حسرة ولا حياة لمن تنادي).
إرهاصات انفجار الشارع السوداني بدأت تلوح في الأفق بسبب تفاقم أزمة المواصلات من جديدة والتي تكابد حكومة حمدوك لمعالجتها المشاكل بتوجيه المؤسسات الحكومية بنقل المواطين المتكدسين وسط العاصمة نهاية كل يوم والهرولة حل المشكلات الضاغطة المتمثلة في المشتقات البترولية ونقص الدقيق خوفا من احتجاجات التجمهر.
وشرعت حكومة حمدوك في تشكيل أربع لجان لتسريع حل أزمة المواصلات بزيادة أسطول النقل وتوزيع المشتقات البترولية وتسهيل حركة السير في الشوارع، لكن الأزمة ماتزال تراوح مكانها لان حكومة ولاية الخرطوم لم تحدد سعر تعريفة المواصلات مع انخفاض قيمة العملة الوطنية.
ويعزو دكتور محمد علي تورشين المحاضر بجامعة نيالا مشكلة المواصلات إلى حزمة أسباب قديمة عانت منها الخرطوم مثل تردي شبكة الطرق، والازدحام المروري، وعدم التخطيط، فضلا عن الدوام الواحد السائد في جميع دواوين الدولة مما يخلق ذروتين، صباحية ومسائية.
ويقترح دكتور تورشين على مجلس الوزراء اتخاذ قرارات عاجلة بفتح استيراد مركبات النقل بإعفاءات جمركية، وفك الاختناق المروري، ودخول الدولة في قطاع النقل كما هو سائد في أغلب الدول، فضلا عن عقد ورشة بشأن الأزمة، في اشارة الي أن سائقو المركبات تقسيم الخط الواحد إلى خطوط عدة تصل أحيانا إلى 4 خطوط فيضطر المواطن لدفع 3 إلى 4 أضعاف ما يدفعه قانونا.
ويضيف تورشين إن الولاية في حاجة إلى 3 آلاف حافلة، في حين أن كل ما لديها لن تنقل سوي 25 % من المواطنين ولابد الاستفادة من ثلاثة أنهر تطل مدن وأحياء الولاية على ضفافها باستخدام قوارب وقطارات لمعالجة المشكلات. 
وفي سياق آخر يري الدكتور الخبير في الاتصالات محمد عبدالله شريف أن أزمة المواصلات تحتاج إلى تدخل عاجل وسريع،من الحكومة لأن أسرة متوسطة سيكون مضطرا لدفع أكثر من راتبه لتغطية نفقات تنقله وأطفاله الطلاب،وهذا الوضع لن يخلو من مخاطر وهو وضع محفز للاحتجاج.
ويدعو احد اولياء الامور كافة الأطراف ممثلة في الحكومة وجهات تمثل حقوق المواطنين ونقابة ملاك وسائقي الحافلات، على طاولة الحوار للوصول لتعريفة عادلة وملزمة بشكل صارم،علي اصحاب المركبات العامة مع وضع عقوبات للمخالفين من خلال مراقبين داخل المواقف.