الأبيض: عروس الرمال تحت أوجاع الحصار وقصف الدعم السريع

الخرطوم- طيبة سر الله – ظلّت مدينة الأبيض بمنجاة من إجتياح الدعم السريع لها، لكنها عانت من الحصار والقصف منذ يونيو 2023 ، ما جعلها تعيش حالةً من الهشاشة الأمنية والتدهور الاقتصادي والتراجع في الخدمات الأساسية.
وتجاوزت الأبيّض فترة الحصار المُحكَم من قبل الدعم السريع الذي امتد حتى بداية العام 2025 بصبر وجلد نادرين، إذ كانت الدعم السريع مُطبقةً عليها من جميع الاتجاهات، ولم تتنفس الصعداء إلا حينما تمكن متحرك الصياد من إزاحة الدعم السريع عن الطريق القومي ما بين وحدة ود عشانا الإدارية على الحدود مع ولاية النيل الأبيض وحتى جبل كردفان شرق المدينة، حيث كانت الدعم السريع تستخدمه منصةً لتدوين عمق المدينة وقيادة فرقة الهجانة.
بعد دخول متحرّك الصياد إليها، ظنّ السكان أن وقت الشدة ولَّى إلى غير رجعة، لكنهم فوجئوا بأنّ أمَد المعركة ليس قريباً. وقال مواطنون فضّلوا حجب هوياتهم لدواعٍ أمنية ل” تاق برس” إنّ المدينة، رغم فكّ الحصار عنها من الناحية الشرقية، وفَتْح الطريق القومي بينها وبقية المُدن شرقها حتى ولاية النيل الأأبيض، لكنها في الواقع ظلّت مُحاصرةً بشدة من الناحيتين الغربية والشمالية، إذ تُسيطر قوات الدعم السريع على طريق بارا حتى منطقة الدّانكوج التي تبعد حوالي 27 كيلومتراً فقط من الأبيّض، كما تُسيطر على المنطقة الواقعة غرب العيارة، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من الأبيض، وعلى طريق أم كريدم – الأبيّض – جبل عيسى، وجنوباً تُسيطر حتى جبيل الهشاب والمنطقة شمال مصفاة الأبيّض.
وطوال فترة الحصار، لم يتوقّف القصف المدفعي وقصف المُسيّرات على المدينة، وتسبَّبَ في مقتل عشرات المدنيين والتلاميذ في المدارس والمرافق الحكومية.
ويقول شهود عيان من المدينة، تم تدوينها يوم الثلاثاء الماضي، حيث سقطت مُسيّرتان في قيادة فرقة الهجّانة وتصدَّت الدفاعات والمضادّات الأرضيّة لمُسيَّرة أخرى والتدوين الآخر كان يوم السبت العاشر من مايو الجاري.
وتقول المصادر في الأبيّض إنّ أسعار السلع تراجعت قليلاً رغم محاولات الدعم السريع مَنْع وصول السلع والمواد الاستهلاكية من المناطق الخاضعة لسيطرته. وأوضحت المصادر،أنّ السلع الغذائية أصبحت تَرِد إلى الأبيّض من كوستي والجزيرة وبورتسودان وتندلتي بولاية النيل الأبيّض، وهناك سلع محلية مثل اللبن والفحم والذرة تأتي من المناطق الواقعة جنوب المدينة، أما الأألبان فتأتي من بعض المزارع المجاورة للمدينة.
وتضيف المصادر بأنّ أسعار السلع والمواد المُنتَجة في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع لم تنخفض، إذ يُباع رطل اللبن حالياً بحوالي 1600 جنيه سوداني، وقفز رطل زيت الفول إلى 4 آلاف جنيه بدلاً عن 3 آلاف جنيه قبل سيطرة الدعم السريع على مدينة النهود.
وتُعاني المدينة من نقص حادّ في اللحوم، ويتراوح سعر كيلو لحم الضأن ما بين 20 و 24 ألفاً، وكيلو العجّالي ما بين 16 و 18 ألفاً، بينما يُباع كيلو لحم العجالي الصافي ب 20 ألفاً، ويتراوح سعر جوال الفحم الصغير )عبوة جوال السكر 50 كيلو( بين 22 ألفاً و 24 ألف جنيه، وملوة الذرة الفتريتة بين 4 و5 آلاف جنيه،
وملوة الذرة طابت بين 7 و8 آلاف جنيه، وملوة الدخن تتراوح بين 6 و7 آلاف جنيه سوداني.
وتأثّرت مدينة الأبيّض بسيطرة الدعم السريع على مدينة النهود التي تبعد عنها حوالي210 كيلومترات. وقال عددٌ من التجّار في سوق الأبيّض، إنّ المواد والمحاصيل الواردة من النهود ارتفعت إلى أعلى مما كانت عليه.
وتُؤكِّد عددٌ من المصادر داخل مدينة الأبيّض، أنها لا تزال تحت خطر الدعم السريع الذي يتمركز في عدة مناطق حول تخوم المدينة.
وتسبب قصف الدعم السريع المستمر للأحياء والمرافق المدنية والمدارس في قتل عشرات المدنيين من النساء والأطفال.
ولم تنجو مدينة الأبيض من “حرب المسيرات” التي بدأت تتساقط بين الولايات في تطور جديد للحرب أضاف فصلا جديدا من الرعب على المواطنين على خوفهم ومعاناتهم، حيث تعرض سجن المدينة لاستهداف مسيرة أدت لمقتل ما لا يقل عن 21 نزيلا وإصابة 47 آخرين بحسب شبكة أطباء السودان.
tagpress.net