خبر ⁄منوعات

المكيف التقليدي أم الصحراوي دليلك لاختيار الأنسب في حر الصيف

المكيف التقليدي أم الصحراوي دليلك لاختيار الأنسب في حر الصيف

مع حلول فصل الصيف، يعود الجدل لدى كثيرين حول الخيار الأفضل لتبريد الهواء: هل هو مبرد الهواء المعروف بـ"المكيف الصحراوي"، أم المكيف التقليدي؟ فالاختيار ليس سهلا في ظل تفاوت الأسعار، واختلاف معدلات استهلاك الطاقة، وعدد الوحدات، فضلا عن قدرات التبريد التي يقدمها كل جهاز. ففي حين ينجح أحدهما في أداء مهمته بكفاءة في ظروف مناخية معينة، قد لا يكون فعالا في بيئات أخرى، ليبقى السؤال المطروح: أي الخيارين أكثر كفاءة وأقل تأثيرا سلبيا؟

ما الفارق بين المكيف والمبرد الصحراوي؟

يفترض أن تؤدي كل من المبردات الصحراوية والمكيفات التقليدية وظيفة واحدة: تبريد الهواء الساخن وتوفير شعور مريح للمستخدم، لكن كلاهما يعتمد على آلية مختلفة لتحقيق ذلك.

فالمكيفات التقليدية تعمل على خفض درجة الحرارة عبر إزالة الرطوبة من الجو، وهو ما يفسر قطرات الماء التي تتسرب من أنابيب التصريف، نتيجة تكثف البخار أثناء عملية التبريد. أما المبردات الصحراوية، فتعتمد على زيادة رطوبة الهواء، إذ ترتبط كل درجة تبريد بارتفاع نسبة الرطوبة داخل الغرفة بما يتراوح بين 2 و3%.

اختيار جهاز التبريد المناسب يعتمد بشكل أساسي على طبيعة البيئة المحيطة (غيتي إيميجز)

وتتميز المبردات الصحراوية بصغر حجمها وانخفاض تكلفتها مقارنة بالمكيفات التقليدية، مما يمنحها ميزة اقتصادية واضحة. لكن لفهم الفرق بشكل أدق، تجدر الإشارة إلى أن المبردات الصحراوية تعمل عن طريق سحب الهواء الساخن من المحيط، وتمريره عبر فلاتر مبللة بالماء، مما يؤدي إلى تبخير المياه وامتصاص الحرارة، لتقوم المروحة بعدها بنفث الهواء المرطب إلى الغرفة. في المقابل، يحتوي المكيف التقليدي على دائرة تبريد مغلقة تعتمد على غاز التبريد الذي يسحب الحرارة من هواء الغرفة ويطردها إلى الخارج، قبل أن يعيد توزيع الهواء البارد داخل المساحة.

إعلان

ويعد الفارق الأبرز بين النوعين هو كم الهواء المطلوب لأداء المهمة، ففي الوقت الذي يتطلب فيه المبرد الصحراوي هواء متجددا بحيث يمكن استخدامه في غرفة مع نوافذ وأبواب مفتوحة، أو في حتى الشرفات، تقوم طريقة عمل المكيف التقليدي على تبريد كمية بعينها من الهواء، هكذا يصبح إخراج الهواء من الغرفة عبر فتحها ضارا بكفاءة الجهاز، كما أنه لا يمكن استخدامه في تبريد الشرفات أو المساحات الخارجية المكشوفة.

ويعتبر استهلاك الكهرباء فارقا جوهريا آخر بين الجهازين، حيث يستهلك المبرد الصحراوي طاقة أقل 5 مرات من مكيفات الهواء التقليدية التي يستهلك كل جزء في وحداتها طاقة كهربائية تختلف كميتها بحسب مدى توفير الجهاز للطاقة، كما أن صيانة المبردات الصحراوية تبدو أسهل نظرا لبساطة مكوناتها وطريقة عملها مقارنة بالمكيفات التقليدية.

مبرد الهواء أم المكيف؟

يعتمد اختيار جهاز التبريد المناسب بشكل أساسي على طبيعة البيئة المحيطة. فإذا كانت الأجواء رطبة بطبيعتها، فلن تكون المكيفات الصحراوية خيارا فعالا، بل قد تزيد من رطوبة الغرفة دون أن تُحدث فرقا ملموسا في درجة الحرارة، مما يؤدي أحيانا إلى شعور أكبر بالحرارة بدلا من تخفيفها.

ولهذا ينصح باستخدام المبردات الصحراوية في المناطق الجافة والحارة، حيث تكون نسبة الرطوبة منخفضة، عادة بين 13% و40%. ففي مثل هذه الأجواء، تُظهر هذه الأجهزة كفاءة عالية، إذ تضيف الرطوبة إلى الهواء وتُسهم في خفض درجات الحرارة بما يتراوح بين 5 و15 درجة مئوية، وفقا لبيانات وزارة الطاقة الأميركية.

ويلجأ البعض إلى مبرد الهواء هربا من ضوضاء المكيف التقليدي، بفارق 10 ديسيبلات من تضخيم الصوت، مما يمنح إحساسا مضاعفا بالضوضاء في حالة استخدام مكيفات الهواء.

ويوصي الخبراء باتخاذ القرار بشأن نوعية جهاز تبريد الهواء الأنسب بناء على مجموعة من الاعتبارات أهمها:

إعلان
  • درجة الرطوبة في البيئة المحيطة.
  • هل المكان المراد تبريده داخلي أو خارجي؟
  • المساحة المراد تبريدها كبيرة أو صغيرة؟
  • الميزانية المتاحة.
  • سهولة الصيانة الدورية وتوفرها.
المبردات الصحراوية تعتمد على زيادة رطوبة الهواء، إذ ترتبط كل درجة تبريد بارتفاع نسبة الرطوبة داخل الغرفة (غيتي إيميجز)

منافع مقابل أضرار.. ماذا تفضل؟

توفر المكيفات ومبردات الهواء مجموعة من الفوائد الصحية، خاصة مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، حيث تسهم في الحد من المشكلات المرتبطة بالاحتباس الحراري وتحسين جودة الحياة اليومية. ومع ذلك، فإن لكل من هذه الأجهزة آثارا جانبية محتملة تستدعي الانتباه.

فالمبردات الصحراوية، على سبيل المثال، تقدم العديد من المنافع مثل تجديد الهواء داخل الغرفة، وتقليل التعرض للغبار، وحبوب اللقاح، والبكتيريا، والفيروسات، وهي عناصر قد تسبب الحساسية أو التهابات في الجهاز التنفسي. كما تسهم في تنقية الهواء من الروائح والدخان، وتخفيف الجفاف الذي يصيب العينين والجلد والأنف والحلق، إلى جانب دورها في الوقاية من ضربة الشمس، والإجهاد الحراري، والصداع، ومشاكل الجيوب الأنفية والتنفس.

لكن في المقابل، قد تتحول هذه الأجهزة إلى مصدر خطر صحي إذا لم تستخدم وتُصنّع وتُصان بشكل دوري وسليم. فعند إهمال التنظيف، يمكن أن تصبح بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا، ومنها بكتيريا "الفيالقة" التي تسبب أحد أخطر أنواع الالتهاب الرئوي.

كما قد تؤدي المبردات إلى تفاقم مشكلات الحساسية والربو واضطرابات الجهاز التنفسي الأخرى، بالإضافة إلى احتمال تهيج الجلد والعينين إن احتوى الماء المستخدم على مواد كيميائية أو إضافات مثل المعطرات والمطهرات.

aljazeera.net