خبر ⁄منوعات

تعرف قصة الفلاح الفصيح.. أصله فيومى من غيط الملح ويعود إلى 2400 عام ق.م

تعرف قصة الفلاح الفصيح.. أصله فيومى من غيط الملح ويعود إلى 2400 عام ق.م

 

ارتبط اسم الفلاح الفصيح، بكثير من المواقف فى حياتنا اليومية، قد نطلق المسمى على أحد أصدقاءنا أو أقاربها واحيانا زملائنا فى العمل وجيراننا، ولكن من هو الفلاح الفصيح؟ وإلى أى عضو ومحافظة ينتمى؟ وما هى قصته؟.

يقول سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، إن الفلاح الفصيح أول من عرفنا فى التاريخ أنه تقدم بشكوى كانت فى عصر الانتقال الأول فى عام 2400 قبل الميلاد.

ولفت الشورة، إلى أن القصة كما ترويها كتب التاريخ أن فلاح يدعى "خوان انبو" من بلدة تسمى "غيط الملح" من نواحى الفيوم خرج من قريته يحمل أعشابوجلود وأحجار شبه كريمه على حمير ليتاجر فيها بمدينة إهناسيا العاصمة فى ذلك العهد وفى الطريق مر على قرية تسمى "برفيفى" كان يتولى أمرها موظف ظالم يدعى "تحوتى نخت" كان يعمل تحت أمره رئيس نظارة الخاصة الملكية يدعى "رنسى بن مرو" وطمع " تحوتى نخت" فى تجارة القروى وأراد أن يكون له نصيب وجاءت فى ذهن حيله فاعترضه على طريق زراعى ضيق كان لابد أن يمر عليه وقام بتغطية هذا الممر الضيق بقماش يغطيه بالعرض ولما أراد الفلاح المرور بحميره منعه من المرور خشية أن يتلف القماش فاعتذر الفلاح وابتعد عن القماش وسار بالقرب من الزراعة فنهره مرة أخرى وفجأه أكل أحد حمير القروى سنابل القمح فاعتبرها "تحوتى نخت" فرصته وأصر على أن يقبض على الحمار فاحتج الفلاح وهدد بإبلاغ الأمر إلى ناظر الخاصة الملكية فغضب "تحوتى نخت" واستولى على بضاعة الرجل وحميره كلها.

ولفت الشورة إلى أن الفلاح صرخ بأعلى صوته ونهره "تحوتى نخت" فى قائلا له: "لا ترفع صوتك يا فلاح انت قريب من بلد رب السكون" وكان رب السكون هو المعبود اوزيريس ويبدو أنه كان له ضريح قريب من هذه القرية، ولكن الفلاح لم يهتم وقال بلهجته الريفية: "تضربنى وتنهب متاعى وتوقف الشكوى على لسانى يا رب السكون ادينى اذن حاجتى حتى أبطل الصراخ الذى يغضبك".

وتروى القصة، أن الفلاح استمر عشرة أيامعلى هذا الحال يشكو حينا ويسترحم حينا دون جدوى فاتخذ سبيله إلى العاصمة إهناسيا ليتقدم بشكوى إلى ناظر الخاصة الملكية "رنسى بن مرو" وقابله أحد أتباعه واستمع لشكواه ونقلها إلى الخاصة الملكية مهونا له الأمر وانحاز إلى زميله "تحوتى نخت" وشكك فى صحة شكواه وعز عليه أن يعاقب من أجل فلاح ولكن الفلاح لم ييأس واستعطف ناظر الخاصة الملكية وكان من بين ما قاله: "أقم العدل أمدحك ويمدحك المادحون.. أزل معاناتى فقد ثقلت واحمنى فقد ضعت" واعجب ناظر الخاصة بالفلاح وأسرع به إلى الفرعون وقص عليه قصته فرد الفرعون عليه بقول: "أستحلغك بحق ما تحب أن ترانى فيه أن تؤخره هاهنا ولا تعقب على شئ يقوله عساه أن يواصل الحديث ثم يؤتى إلينا بحديثه مكتوبا فنسمعه بشرط أن تتكفل برزق زوجته وأبناءه فالقروى من هؤلاء القرويين يأتينا عادة بعد إملاق وعليك أن تتكفل بمعاشه بشرط أن تصرف له رزقه دون أن تشعره بأنك انت معطيه".

ولفت الشورى، إلى أن القصة طويلة وشكوى الفلاح إلى ناظر الخاصة الملكية فيها من المواعظ والحكم والنصح ما فيها حتى أنه نسخها على برديات قبل عرضها على الفرعون وأمر الحاكم بتجريد "تحوتى نخت" من ممتلكاته ووهبها للفلاح بالإضافة إلى حميره وبضاعته.







youm7.com