خبر ⁄سياسي

بين مازن الخير وموظفي سودانير: ثلاثون خريفا من التحديات والطموح.. بين الخبرة والتجديد

بين مازن الخير وموظفي سودانير: ثلاثون خريفا من التحديات والطموح.. بين الخبرة والتجديد

كتب : م. نعيم مجذوب محجوب

لطالما كانت الخطوط الجوية السودانية “سودانير” رمزًا للطيران الوطني، لكنها واجهت تحديات كبيرة على مدار العقود الثلاثة الماضية، حيث تراجع أداؤها وسط نقص في التجديد والتطوير. اليوم، ومع قيادة المدير العام مازن العوض، يبرز الأمل في إعادة إحياء الناقل الوطني عبر ضخ دماء جديدة من الشباب وتدريبهم وفق أحدث المعايير العالمية، مستفيدين من خبرات الكوادر المخضرمة وثقلهم بالتدريب الفعّال.

واقع سودانير: بين الخبرة والشباب
تشير الإحصائيات إلى أن غالبية العاملين في سودانير تجاوزوا سن الخمسين، وهو ما يعكس عمق الخبرة ولكنه أيضاً يشير إلى ضرورة دعم هذه الخبرات بكوادر شابة تمتلك الطموح والقدرة على مواكبة التطورات السريعة في صناعة الطيران. المزج بين الخبرة والمواهب الشابة ليس رفاهية، بل هو ضرورة لإنعاش الشركة ورفع مستوى التنافسية.

دراسة لوفتهانزا: خارطة طريق للتطوير
أظهرت آخر دراسة استشارية لشركة “لوفتهانزا” أن إعادة هيكلة شركات الطيران تتطلب إجراءات شاملة تشمل تحديث الأسطول، تحسين الخدمات، وتطوير الكوادر البشرية. كما أكدت الدراسة على أهمية إدخال عناصر جديدة من الشباب المتخصصين في مجالات مثل هندسة الطيران، التشغيل الذكي، والتسويق الرقمي لضمان استدامة النمو في شركات الطيران.

دور التمويل الحكومي في إنعاش سودانير
يتطلب تطوير الخطوط الجوية السودانية استثمارات ضخمة، حيث يشمل التمويل الحكومي:
– إعادة تأهيل الأسطول الجوي وشراء طائرات جديدة بتقنيات حديثة.
– تمويل برامج التدريب والتطوير لضمان استدامة الكوادر الشبابية وتأهيلهم لتولي المناصب القيادية.
– تحسين البنية التحتية للمطارات والخدمات الأرضية لرفع كفاءة التشغيل.
– تبني سياسة واضحة لدمج الشباب عبر منحهم الفرص لتطبيق أحدث تقنيات الطيران في عمليات الشركة.
*نماذج شركات نهضت من جديد بتجربة الشباب.

لقد أثبتت تجارب شركات مثل الخطوط الجوية الإثيوبية والخطوط الملكية المغربية أن تمكين الشباب يعد ركيزة أساسية في النهوض بصناعة الطيران. فقد نفذت هذه الشركات برامج تدريبية مكثفة للشباب، مما أدى إلى تحسين الأداء التشغيلي وزيادة القدرة التنافسية على المستوى الدولي.

إعادة هيكلة سودانير: ضرورة وطنية
لضمان نهضة سودانير، يجب أن تشمل إعادة الهيكلة:
– إعادة بناء الهيكل الإداري والتشغيلي وفق نموذج حديث يتكامل فيه الخبرة مع المواهب الشبابية.
– تمكين الشباب في المناصب القيادية لضمان الابتكار والاستمرارية.
– إطلاق استثمارات وشراكات استراتيجية لجذب الخبرات العالمية والاستفادة من التقنيات الحديثة.
– إصلاح التشريعات لضمان استقلالية واستدامة الناقل الوطني.

إن مستقبل سودانير يعتمد على تحقيق التوازن بين الخبرة والتجديد. فلا يمكن إنعاش الناقل الوطني دون استقطاب جيل جديد قادر على الابتكار والتطوير، مع الاستفادة القصوى من الكوادر المخضرمة لضمان انتقال سلس وفعّال نحو مستقبل أكثر تنافسية.

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

azzapress.com